صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

قراءة في تضامن أولياء معتقلي الاحتجاجات اللاسلمية بالحسيمة وايمزورن وبني بوعياش

 

 

لم يسأل الآباء عن ابنائهم طيلة الستة أشهر من الحراك الشعبي بالحسيمة، والذي حمل شعار السلمية من دون سلمية، أكدتها الأحداث المتلاحقة من إشعال النار في إقامة امنيين ببني بوعياش، وإلحاق أضرار بممتلكات عمومية، وسيارات الشرطة والقوات المساعدة، اضافة الى مواجهة قوات من الحفظ الامن العام بالحجارة ألحقت أضرارا جسدية بهم.

أساليب التحريض، والفتاوى المتطرفة، واستغلال الدين المتطرف في المطالَب الاجتماعية، خلق الرعب، والخوف في نفوس الساكنة لدرجة ضرب الكساد الاقتصاد المحلي، ومازاده كسادا فرض على اصحاب المحلات إغلاق متاجرهم، واتهام مسؤولين بالبلطجية، وإهانة المؤسسات، ولَم تسلم من شعاراتهم الشيطانية أية مؤسسة من المؤسسات، والتي ننتظر ان تكون تقارير الجمعيات الحقوقية، وامنستي خلال زياراتهم الميدانية للحسيمة وايمزورن، وبني بوعياش،  للثلاثة ايّام ان يقفوا عن كل العناصر الاجرامية التي ثم ارتكابها من طرف المتطرفين الدينيين الذين استغلوا الحراك الشعبي في تنفيذ اعمال اجرامية.

وبالطبع، الهدف كان واضحا، هو نقل صورا على ان الريف المغربي اصبح مثل ريف سوريا، وان المخزن اللعين كما وصفوه قام بعمليات مداهمة، وإطلاق رصاص وما غير ذلك من السيناريوهات الافتراضية لتجييش اكبر عدد من المواطنين، والجالية المغربية بالخارج للانضمام الى صوت إسقاط الجيش النظامي كما يحلوا للعياشة من ابناء الريف ان يتحدثوا، لإعطاء مصداقية لخطابهم، انهم يعيشون تحت الظلم، والاعتداءات الجسدية.

وبعد، تدخل الحكومة والتزامها بتنفيذ المطالَب الاجتماعية التي نددوا بها، وبزيادة ثارت ثائرة المحتجين، مرة اخرى، وزاد من حدة خطاب التطرّف للجهادي قائد الحراك ناصر الزفزافي ومن معه ، ذهب الى درجة اقتحامه مسجدا، والقاء خطبته الشهيرة في شكل يوحي انه ابوبكر البغدادي مؤسس الدولة الاسلامية بالموصل بدولة العراق، وعندما تحركت السلطة المغربية لضمان أمن وسلامة السكان، وممتلكاتهم، وقامت باعتقال المتطرفين دينيا، خرج أولياء امرهم ، آباءهم، وأمهاتهم يبكون، ويتحسرون، ويوهمون ان ابنائهم ظلموا، وأنهم لم يقوموا باي فعل إجرامي يعاقب عليه القانون.

انها، فعلا أسطوريا، وتراجيديا، مع ان الأبناء ينظمون تجمعاتهم في منازل أوليائهم، ويستقبلون ضيوفهم، ويخططون لجرائمهم من شعارات، واعلام التي يجب حملها في المسيرات، لزعزعة الامن والاستقرار في منطقة الريف، وكل ذلك لم يحرك أوليائهم ، ولَم بخطر ببالهم ان مسيراتهم انحرفت رأسا على عقب واتجهت نحو دعم التطرّف والارهاب، وهو ما يريد الكل من السياسيين والحقوقيين استبعاده بعد فشل مشروع زعزعة الامن والاستقرار، وبينهم عزيز بنعزوز المراهق سياسيا رئيس فريق الاصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين.

والسؤال: لماذا الآباء الذين يتباهون الْيَوْمَ بحبهم لابنائهم لم يرشدوهم الى طريق الصواب، وخاصة والد ناصر الزفزافي الذي له تجربة في النضال، والانتماء السياسي للاتحاد الاشتراكي قبل دخوله الحكومة حينها قرر الوالد اعتزال العمل السياسي الحزبي؟

ولماذا، الأحزاب السياسية التي تتغنى الْيَوْمَ بحقوق الانسان، والمواثيق الدولية، لم تتحدث ان الحراك السلمي بين قوسين للمطالبة بمطالب اجتماعية انزلق نحو التطرّف، المؤدي للارهاب، وهو ما تنتظره الخلايا النائمة الموالية لتنظيم “داعش” لتنفيذ عمليات ارهابية، فوق التراب المغربي، خاصة وان توقيف الجهادي قائد الحراك ناصر الزفزافي ثم اعتقاله بالتزامن مع تفكيك خلية ارهابية بريف المغرب يوم الجمعة 26 ماي 2017.

ولماذا يحاول البعض الْيَوْمَ اتهام المقاربة الامنية، التي جاءت في الوقت المناسب، انها كان يمكن ان تكون غير الاعتقالات في صفوف متطرفين كانوا على وشك تحويل المنطقة الى بحر من دم؟

ولماذا لم يتم الاعتراف بالمبادرة الحكومية، التي جاءت تنفيذا من السلطات العليا، والزيارة التي قام بها وفد وزاري رفيع المستوى لمنطقة الريف والحسيمة خصوصا، والتي توجت بلقاءات مع مواطنين، وممثلي الحراك ومنتخبين، افضت الى تخصيص غلاف مالي لتنفيذ برامج استعجالية بالمنطقة.

وآخر سؤال: هل اصبح التطرّف، والتحريض و العداء للوطن قوة فوق الدستور والقوانين المعمول بها، نكتفي بهذا لنترك الفرصة للمنتخبين المحليين، والزعماء الحزبيين المراهقين كما وصفهم محمود عرشان المستشار البرلماني رئيس مؤسس الحركة الديمقراطية الاجتماعية، فك شفرات الخطاب الديني المتطرف في حراك الحسيمة؟.

فهل يفكر صديق بنكيران في سنة 1986، والد ناصر الزفزافي أهمية رعاية الأبناء قبل البكاء على الاطلال ومثله باقي آباء معتقلي حراك الريف؟

وختاما، لماذا أولياء المعتقلين تَرَكُوا ابناءهم أحرارا وحرائر كما ردد الجهادي مرات في فيديوهات، ويريدون الْيَوْمَ الحرية لأبنائهم ضدا على القانون، أليس القضاء وحده من له سلطة  الحكم البراءة، ام ان الأبناء استغلوا التطرّف الديني في المطالَب الاجتماعية، والأولياء يستغلون البكاء لدغدغة عواطف المحاكم، والجمعيات الحقوقية… ديروا عقلكم؟ 

 

معاريف بريس

ابو ميسون

Maarifpress.com

 



تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads