صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

رسالة الى سياسي عجوز:إلى كل سياسي عجوز من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار

منذ كنت صغيرا وأنا أرى صورك في كل مكان، التلفاز، صفحات الجرائد، أوراق الدعاية الانتخابية…كنت أراها وأنا بعد طفل لا أفهم معنى السياسة الحق ولا “معناها” عندك أنت وأمثالك…وها أنا في منتصف عقدي الرابع ولا زلت سيدي العجوز متشبثا بكراسيك العديدة، لا تقوم من واحد إلا لتجلس على آخر، بل أحيانا تجلس على أكثر من كرسي ولكأن لك أكثر من مؤخرة…لم نلحظ تدبيرا مميزا ينم عن عقلانية في التسيير.

 

أيها السياسي العجوز:

كبرت تجاعيدك أمامنا، يوما بعد يوم، سنة تلو أخرى، عقدا بعد عقد…

سمعنا حديثك، وسمعنا منك نقيضه…برهنت على مهاراتك في التلاعب بالكلمات والعقول، وتناسيت بأن السياسة هي تسيير شؤون الناس لا التلاعب بهم  وبمصائرهم.

رأينا مواقفك التي تأخذ كل لحظة يوما، قدمت دليلا قاطعا على أنك أكثر حربائية من الحرباء….

كلما هاجمنا وجهك في وسائل الإعلام إلا وفاجأتنا في كل مرة بإبداعك لتسويفات جديدة، وتبريرات جديدة، جديدة في وهمك فقط…

لم نسمعك يوما وأنت تعتذر عن خطأ في التسيير أو في التقدير، لم تقدم يوما استقالة من أي المهام التي “تحملت مسؤوليتها”، وكأنك لا تخطئ كبني البشر، أنسيت أن الخطأ إنساني، وأن السياسة كعمل يومي يباشره البشر قابلة للخطأ.

 

أيها السياسي العجوز:

لم تدع لنا مجالا لاحترامك…استهلكت منذ زمن بعيد رصيد الثقة عبر مسارك…ولما بعد ما استحييت في علك الوعود الكاذبة والشعارات والخطب التي تصبح سرابا بعد كل انتخابات.

عفوا…لم تترك لنا حتى الرغبة في قراءة مذكراتك المحتملة، هذا إن كتبت، فالقلم لم يكن يوما من أصدقائك، وما خبرناه عنك يغنينا عن تتبع ما ستكتب.

 

أيها السياسي العجوز:

كنت توهمنا مرارا أنك ستتوب من “بلية” حب الكراسي، حين كنت تتحدث عن ضرورة تجديد النخب، وضرورة فسح المجال أمام شباب الوطن…فنصحو في صبح جديد على واقع قديم تصدمنا فيه كلماتك البهاء التي تزيدنا اكتئابا سياسيا عند كل “ولاية” تجدد فيك “الثقة” لسنات أخرى: فأنت الأصلح للمرحلة وتحدياتها ولا بديل موجود ل”تحمل المسؤولية” و”آداء الواجب”.

تزكياتك ل”مناصب المسؤولية” تمنحها لأعضاء “نادي العجزة” الذين يلتفون موالين حول “قبة حزبك” يتبركون ببراكاتك، ويباركون لك سحقك للديمقراطية الداخلية، ويهنئونك على قدرتك الفائقة في التخلف لعهودك، ويصفقون لك كلما تحركت شفتاك وإن بشتمهم.

أيها السياسي العجوز:

مللنا وجودك الخانق للوجود، ألا يؤذيك أن تضحي بأجيال من أبنائك السياسيين في سبيل بقائك على رأس حزب أو وزارة أو كرسي تمثيل الشعب…وربما أحيانا تجمعها كلها…إذن لا تنسى أن تكتب وصيتك مدونا فيها: “لا تدفنوني دون كرسي”.

 

أيها العجوز السياسي:

ألا زلت مصرا على تسمية طمعك طموحا؟

ألا زلت مصرا على تسمية تسلطك حزما في معالجة الأمور؟

ألا زلت مصرا على تسمية مكوثك في مراكز القرار من المهد إلى اللحد تضحية لخدمة الصالح العام؟

ألم تحس بعد بأن عليك الرحيل؟؟ لكن كيف تحس وقد أصبحت “جثة سياسية”، وبفضلك، إن كان لك من فضل فقدنا الشهية في تناول أي موضوع له علاقة بالسياسة وأخواتها، ما عدا مقت تفسخ جثتك في فضاء الشأن العام، والرائحة النتنة التي تنشرها في الساحة السياسية.  

 

أيها السياسي العجوز:

مللنا مكرك الخبيث الذي أساء إلى السياسة، وهي أنبل منك ومن أعضاء “نادي العجزة” أمثالك، تنصبون أنفسكم أوصياء على الديمقراطية في وضح النهار وتحفرون قبرها ليلا …

 

أيها العجوز السياسي:

إن كنت لا تريد كبح الديمقراطية وتطورها..فارحل

إن كنت لا تريد أن تجهض مسيرة التغير وسنته..فارحل

إن كنت لا تريد أن نمل منك ونمقتك أكثر فارحل

 

 

معاريف بريس

بقلم:امين جوطي

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads