صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة برشلونة علاقة اضعاف الاتحاد الأوروبي


 

انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على بضعة أشهر من دعوة حكومة كطالونيا المطالبة بالاستقلال، هي رسالة مسمومة لدول الاتحاد الأوروبي.

الاستفتاء الذي دعت اليه الحكومة الكطالانية ، هو فقط وسيلة للحماية، واعطاء الشرعية السياسية أن المطالبة بالاستقلال شأن داخلي للحكومة والبرلمان الجهوي ببرشلونة.

اسبانيا ذاكرة شعبها قوية مثل الذاكرة الأوروبية، وهي واحدة من الدول الأوروبية التي تمكنت من الخروج من الأزمات الاقتصادية، بنهجها سياسة اصلاحية، لم تتمكن اليونان الخروج منها بأقل الخسائر، وبذلك تبقى السياسات العمومية لاسبانيا نموذجية في أوروبا الشيء الذي قد يكون لم يروق للولايات المتحدة الأمريكية التي وجدت في اسبانيا بلد يمكن أن يضعف أوروبا، لأن وحدتها يشكل قوة في منافسة الولايات المتحدة القوة العالمية عسكريا، وبالتالي فأمريكا تنظر الى أوروبا ضعيفة، وأن تقزيم، واضعاف اتحاد دولها بدفع شعوبها الى المطالبة بالاستقلال لبعض أقاليمها وهي وسيلة لتنفيذ برنامج “تركيع ” الشعوب الافريقية والأوروبية، لتبقى أمريكا المهيمنة الوحيدة في القارة الافريقية والأوروبية، ولنجاح هذا المشروع اختارت اسبانيا، وتحديدا برشلونة التي ترى فيها ضعف ذكاء حكومتها الجهوية، وهو ما نجحت فيه مرحليا بشد وقطع الحبل مع حكومة مدريد، والتزمت أوروبا الصمت ازاء هذا الانفصال، فيما سارعت ألمانيا على لسان أنجيلا ميركل رفضها هذا الانفصال، وتلتها فرنسا، واستنكر المغرب ذلك الانفصال في بلاغ للخارجية المغربية الذي أكد على الوحدة الترابية لاسبانيا.

الدول الثلاث التي أعلنت استنكارها الانفصال، هي دول محورية، تعاني مشكل الهجرة، والارهاب، مثلما تعاني من تدخلات خارجية مندسة في أقاليمها لزعزعة أمنها واستقرارها.

حكومة كطالانيا، لم يعد لها الرغبة اليوم في الاستمرار بالمطالبة بالانفصال، قدرما تحاول الخروج من الأزمة ما يجعلها تحافظ على دم وجهها والدليل على ذلك رفض رئيس الحكومة المثول أمام الغرفة السفلى، وورفضه التعليق عن عدوله القاء خطاب يوم الخميس 26 أكتوبر 2017 على الساعة الواحدة، الذي يصادف جلسة عمومية للغرفة السفلى للتصويت على استعمال الفصل 155 من الدستور الاسباني الذي يقضي حل الحكومة الجهوية والبرلمان الكطالاني، وهو الفصل الذي لم يستعمل لمدة أربعين سنة.

فهل عزل رئيس الحكومة الجهوية الكطلانية نفسه، وعدم القاءه الخطاب الذي كان منتظرا من دون تعليل، هي بداية الانفراج والعودة للعمل تحت راية السيادة الوطنية الاسبانية، وتحت سيادة مؤسساتها الوطنية؟.

 

معاريف بريس

أبو ميسون

maarifpress.com

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads