صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

الخط الأخضر لمحاربة الرشوة هل يشمل الرشاوى السياسية؟

 

 

جرت عملية اعطاء انطلاقة خط أخضر رهن اشارة المواطنين والمواطنات لمحاربة الرشوة، عبر الاتصال والتنسيق بين المتصل و السلطة القضائية التي تشتغل على الموضوع بسرعة لتوقيف المرتشي في حالة تلبس لاعتقاله واحالته على القضاء ليقول كلمته الأخيرة في حق المتهم.

طبعا، هذا شيء جيد سيجعل البلد أكثر نظافة وتطهيرا، في أداء المهمة الادارية، والوظيفية بشكل عام، وسيتم توقيف المرتشين واحالتهم على العدالة.

ولكن، هناك رشاوى لا يمكن ضبطها في حالة تلبس، لأن الأداء يتم عبر طرق أخرى كمنح بقع أرضية، أو الاستفادة من امتيازات في الصفقات العمومية، والتوضيفات المشبوهة، وغيرها من طرق الاحتيال على القانون، وهي ما تسمى الرشاوى السياسية، مثلا التصويت على بعض المشاريع القوانين في البرلمان تحت مظلة التوافق، أو التصويت على الميزانية العامة، أو التصويت على جدول اشغال مجالس المدن والبلديات، والميزانية الى غير ذلك.

كيف يمكن للقضاء ان يتعامل مع الرشاوى السياسية، وهل سيجتهد في الموضوع للتحقيق، وتعميق التحقيق القضائي لفك شفرات الرشاوى السياسية، أن “للبيت رب يحميه”، أم سيضع المخبر تحت طائلة المتابعة القضائية بقانون اخبار بجريمة لم تقع؟.

انها اشكالية عميقة، ووزارة العدل، والمجلس الوطني لحقوق الانسان، والسلطة القضائية ّ، ووزارة حقوق الانسان وكل المؤسسات والفاعلين من مجتمع مدني وغيره عليهم العمل على دراسة وطرح نقاش عمومي حول مفهوم الرشوة السياسية، بدل جعل الموظف الضعيف ضحية مشروع لا ندري هل لتحسين صورة الادارة، ام لتدمير الأسرة.

فهل، نفكر في الرقي بالبلاد، أم نأخذ عينات من ضحايا الرشوة التي في الغالب تكون معاملات كيدية، وحسابات شخصية تدمر بها حياة موظفين وموظفات لتصبح رقم في خلاصات المؤتمرات، في حين أن الدولة، والشعب يتكبد خسائر العشرات أضعاف في الرشاوى السياسية، ومن أبرزها احتكار السوق من أسماء معدودة على رؤوس الأصابع، كرخص الصيد في أعالي البحاري، النقل الدولي، منح اراضي سوجيطا وصوديا بآلاف الهكتارات لبعض البرلمانيين والوزراء مثلا، منحهم بقع ارضية بالمجان أو بأثمنة تفضيلية، السفريات، الاكراميات..ووو (وابابا”).

ان محاربة الرشوة لا يمكنها ان تكون ناجحة الا بالتفكير بمحاربة الرشاوى السياسية؟

 

معاريف بريس

Maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads