صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

سعيد بلقولة مفخرة التحكيم الإفريقي والعربي ورضوان عشيق في ثالث مونديال على التوالي

 

 

سجل الحكم المغربي المرحوم سعيد بلقولة مجدا للأفارقة والعرب بإدارته بدراية واقتدار المباراة النهائية لكأس العالم يوم 12 يوليوز 1998 بملعب سان دوني بباريس بين المنتخبين الفرنسي والبرازيلي (3-0). ويظل بلقولة مفخرة التحكيم العربي والإفريقي لكونه أول حكم ينال شرف قيادة نهائي كأس العالم بعدما حظي بثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رغم وجود قضاة ملاعب عالميين أكفاء وفي مقدمتهم الحكم الإيطالي الشهير بييرلويجي كولينا. كان مونديال فرنسا الأفضل في تاريخ التحكيم العربي، حيث أبلى الحكام العرب البلاء الحسن، ونجحوا في إدارة أصعب المباريات، ومن بينهم الإماراتي علي بوجسيم والسعودي عبد الرحمن الزايد والمصري جمال الغندور، وتوج مجهودهم باختيار سعيد بلقولة لإدارة المباراة النهائية، اعتبارا لما يتمتع به من “كاريزما”ودراية كبيرة وخبرة واسعة في ميدان التحكيم، وبالتالي كان أهلا أكثر من غيره لقيادة نهائي المونديال الفرنسي .

— دراية ومهارة وقوة شخصية بلقولة سر نجاحه

كان المرحوم بلقولة يشدد عند حديثه عن التحكيم على أن يكون الحكم قوي الشخصية معتبرا أن الحكم القوي الشخصية لا يمكن أن يخضع لأي تأثيرات أو ضغوطات خارجية وهو ما جسده بالملموس في المباراة النهائية لمونديال فرنسا التي جمعت بين حامل اللقب خمس مرات، المنتخب البرازيلي، ومنتخب البلد المضيف والتي أبان فيها عن كفاءة عالية في التحكيم والشجاعة حينما طرد اللاعب الفرنسي مارسيل دوسايي، واستحق بذلك العلامة الكاملة وكان تحكيمه محل إشادة وتنويه. حقا لقد كان لبلقولة من الإمكانيات والمهارة وقوة الشخصية ما أهله للنجاح في مهمته وكان في مستوى أرقى من مستوى المباراة نفسها رغم أن الراحل كان منتوج بطولة هاوية وقاد مباراة نهائية جمعت منتخبي بلدين تمارس فيهما كرة القدم بنظام احترافي نموذجي، ومع ذلك لم يناقش أحد آنذاك هذا الفارق لأن الرجل متمرس وفي مستوى المهمة وكان وسيبقى نموذجا يحتذى به. وخلال مونديال فرنسا، قاد ابن مدينة تيفلت والمفتش بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، مباراتين في دور المجموعات، الأولى جمعت يوم 25 يونيو بباريس بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية (2-0) ، والثانية ببوردو بين الأرجنتين وكرواتيا (1-0)، قبل أن يتم اختياره لإدارة النهائي. وقبل المونديال الفرنسي ببضعة أشهر كان بلقولة قد أدار المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم ببوركينافاسو والتي جمعت بين المنتخبين المصري والجنوب إفريقي (2-0). وفي ذات السنة نال المرحوم بلقولة مجموعة من الجوائز الفردية، بمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الميدالية الذهبية كأفضل حكم في المونديال وجائزة” الصافرة الذهبية” كأفضل حكم عربي وأحسن حكم إفريقي، فضلا عن توشيحه من قبل جلالة المغفور له الحسن الثاني بوسام ملكي.

وبعد تألقه في المونديال وقيادته نهائي الحدث الأبرز على الإطلاق كرويا، دعاه الاتحاد الياباني لكرة القدم لقيادة بعض مباريات الدوري المحلي، قبل أن يباغته مرض السرطان الفتاك وتخطفه يد المنون وهو في سن الخامسة والأربعين. رحل بلقولة إلى دار البقاء في عز المونديال الكوري الجنوبي-الياباني حيث حمل زملاؤه قضاة الملاعب الشارة السوداء حدادا ونعاه رئيس ( الفيفا) السابق السوبسري جوزيف بلاتر بقوله “سنحتفظ بذكرى جميلة عن سعيد بلقولة. في مونديال 1998 كان الراحل معنا في تلك التظاهرة الرائعة”.

وعلى مر التاريخ ، لم يتجاوز عدد الحكام المغاربة الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم الأربعة، اثنان كحكمي وسط، وهما المرحوم بلقولة ومحمد الكزاز، ومثلهما كحكمين مساعدين، ويتعلق الأمر بالجيلالي غريب الذي شارك في نهائيات كأس العالم لسنة 1994 بالولايات المتحدة الأميركية ورضوان عشيق. كان حكم الوسط المغربي الثاني هو محمد الكزاز الذي شارك في مونديال كوريا الجنوبية واليابان سنة 2002، وأدار مباراة واحدة جمعت بين منتخبي إسبانيا وسلوفينيا لحساب الجولة الأولى من دور المجموعات، انتهت بفوز الإسبان بثلاثة أهداف لهدف واحد، فيما شارك في مونديال 2006 بألمانيا كحكم رابع. — رضوان عشيق سفير التحكيم الإفريقي والعربي في ثالث مونديال على التوالي في سنة 2007 تسلم المشعل رضوان عشيق الذي منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم الشارة الدولية ليشارك في السنة الموالية في كأس العالم لأقل من 20 سنة بمصر وأقل من 17 سنة بنيجيريا قبل المشاركة في إدارة بعض مباريات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا سنة 2010 ومنها المباراة النهائية بين منتخبي مصر وجنوب إفريقيا (2-0). ولم يغب عشيق عن المنافسات منذ عام 2008 سواء التي يشرف على تنظيمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، أو الاتحاد الأفريقي للعبة، ليعزز بذلك مكانته ضمن أطقم التحكيم الإفريقي المشهود لها بالكفاءة والصرامة والانضباط، ليتم في سنة 2010 اختياره من طرف الاتحاد الدولي ضمن حكام المونديال الجنوب إفريقي كحكم مساعد. كما شارك رضوان عشيق في إدارة بعض مباريات كأس القارات بالبرازيل عام 2013 وكأس العالم ببلد “الصامبا” في السنة الموالية ثم في دورة ريودي جانيرو الأولمبية سنة 2016. وتبقى مشاركة رضوان عشيق في قيادة مباراة الترتيب لاحتلال المركز الثالث بنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 ، والتي جمعت بين المنتخبين البرازيلي والهولندي (0- 3) ، كحكم مساعد للجزائري جمال حيمودي، المحطة الأجمل في مساره الحافل.
وسيكون رضوان عشيق (45 سنة) حاضرا في ثالث مونديال على التوالي بالديار الروسية (14 يونيو -15 يوليوز) كحكم مساعد للمصري جهاد غريشة بعدما تولى هذه المهمة في السابق إلى جانب المالي كومان كوليبالي والجزائري جمال حيمودي. وتحذو الحكم المغربي رغبة أكيدة في أن يكون عند حسن ظن الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم في قدراته، وأن يبلي بلاء حسنا على غرار المسابقات الدولية والقارية التي شارك فيها .

 

 

معاريف بريس

و م ع

maarofpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads