صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

الحركيون اليوم تعود بهم الذاكرة الى حجرة الاطلس


 

يحتضن مركب الامير مولاي عبد الله المؤتمر العام لحزب الحركة الشعبية، لانتخاب امين عام لمدة اربع سنوات.

وياتي هذا المؤتمر في خضم ظرف دقيق سياسيا، لا يمكن لاي عبارة ان تقل الا من راكم تجربة سياسية، وصلت الى مرحلة النضج والرؤية في الحفاظ على الهوية الوطنية، و الاسرة الحركية باختلاف مواقفها، ورؤيتها في التسيير والتدبير، لكن تبقى حركة الزايغ لمؤسسها المحجوبي احرضان حجرتها متجدرة في عمق الاطلس كما اشارت في كلمتها المناضلة الحركية الامازيغية حليمة العسالي في اجتماع المجلس الوطني ببوزنيقة منذ سنوات.

الحركيون، اختلفوا هذه المرة كثيرة حول قيادة الحركة الشعبية، لكن هناك اختلاف مشروع، واختلاف غير مشروع هدفه المناصب، والضغط لتسجيل موقف لاجل ان يكون في اول قائمة الاقتراحات في مناصب حكومية، او مناصب اخرى التي تستفيد منها الاحزاب، وبذلك تبقى النظرية والاهداف ضيقة، امام رجل بصم حياته في مناصب حكومية، ومؤسسات منتخبة، ولم يعد له اليوم سوى هاجس الحفاظ على موقع الحزب في الخريطة السياسية، والحفاظ على هوية حزب التي من شانها تاسس بنضال الامازيغيات و الامازيغ الذين يجدون في هذا الاطار الحزبي راحتهم، لحرية  الراي و الاختلاف، والنقد والنقد البناء من دون اصدار اي قرارات طرد في حق المشاغبين، الذين يحاولون زعزعة استقرار الحزب بافتعال البلبلة مثل ما عاشته مؤخرا، والهدف لم يكن من اجل مشروع سياسي وطني او حزبي، بل فقط الضغط على الامين العام للحزب السيد امحند العنصر، ومحاولة تخويفه، وارهابه، لكي يكون مجرد بضاعة بيد لوبيات هدفها اضعاف مؤسسة الحزب واضعاف المؤسسات، وهو ما تنبه له بذكاء، وفطنة عالية الحركيات والحركيين، وتراجعوا بخفة بعد ان ادركوا ان الحركة الشعبية لا يمكن ان يقودها الا ابناءها ممن افنوا حياتهم، وكرسوها في بناء حزب بمؤسسات قوية.

امحند العنصر اليوم امام اختبار كبير لضمان مستقبل الحركة الشعبية، واختيار الانسب في مناصب المسؤوليات لان التجربة اكدت ان العاطفة تاتي بعاصفة ممن يستفيدون من عطاء، وسخاء الحركة، وما يلبثوا ان يحصلوا على مبتغاهم ينقلبوا على من منحهم الثقة، وينقلبوا على الحركة كانها هياة سياسية مبنية من رمال، لكن كل هذا تمخض عنه وعي الحركيات، والحركيين، وقالوا لا للمؤامرات، ولا للدسائس، وان الحجرة جوهرة في عمق الاطلس الذي لا تزحزحه رياح مهما بلغت اشد عواصفها، وقساوة البرد في محيطها.

المؤتمرون سيدخلون الى قاعة المؤتمر، وهم مطمئنين اليوم، لان زعيمهم امحند العنصر استفاد كثيرا من الدروس في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الحركة الشعبية انطلاقا من صراعها مع مجموعة  الراحل بوعزة يكن، ومجموعة عبد القادر تاتو التي اصبحت خارج الاطار، والتاريخ .

اذا، ان كانت كل الخلافات والصراعات توقفت، واغلقت باغلاق تاريخ تقديم الترشيحات للامانة العامة، والتي كانت مفتوحة لعموم الحركيات، والحركيين، لم يعد هناك من يناهض استمرار امحند العنصر الذي يتنافس اليوم مع مرشح للامانة العامة مصطفى اسلالو الذي يخوض هذه التجربة التي في عمقها تبين الديمقراطية الداخلية داخل الحركة الشعبية، وهو ما يذكرنا بمنافس عزيز اخنوش لرئاسة حزب التجمع الوطني للاحرار، لان الكاميرا ستكون منشغلة بالرؤية المستقبلية، وما يمكن ان يتحقق امام التحديات التي تنتظر الحركة الشعبية، وان كان هناك شيء فان الحركة تبقى شعلتها مضيئة في محيط كل الحركيين والحركيات، وما تبقى لا يحتاج الاهتمام بالتفاصيل، لان الواقع اكبر من اي مندسين في الحركة يبحثون اغلاق منافذ على نخب جديدة، وحده العنصر قادر على ابرازها، ولاداعي لسرد اسماء ما دامت ذاكرتنا تحتفظ بمسار الحركة الشعبية في زمن الزايغ.

 

معاريف بريس

ابو ميسون

maarifpress.com

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads