صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

سحب الاستقلال مرشحه رهانات وحسابات فاتورتها ستكون ثقيلة على الحزب والوطن



البلاغ الصادر عن حزب الاستقلال سحب مرشحه عبد الصمد قيوح من التنافس على رئاسته مجلس المستشارين، شكل تداعيات كثيرة حول الموقف السياسي للحزب في عهد نزار بركة، الذي فشل في الحفاظ على الموقف الثابت للجنة التنفيذية للحزب التي قررت يوم الجمعة 11 أكتوبر 2018 ، باجماع تزكية ترشيح مرشح الحزب، وتبادلوا القبل، والتهاني بهذه المناسبة التي تعتبر فخرا لكل الاستقلاليين، والاستقلاليات.

وبعدها بلحظات، بعد الاستماع للخطاب الملكي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى أعضاء البرلمان بغرفتيه، والذي قال فيه جلالة الملك مايلي: ” ان الرهانات والتحديات التي تواجه بلادنا، متعددة ومتداخلة، ولا تقبل الانتظارية والحسابات الضيقة. فالمغرب يجب أن يكون بلدا للفرص، لا بلدا للانتهازيين. وأي مواطن، كيفما كان، ينبغي أن توفر له نفس الحظوظ، لخدمة بلاده” انتهى كلام جلالته.

الخطاب التاريخي الذي جاء بحمولة ما يتوجب القيام به في ظل الظرفية الدقيقة التي تجتازها بلادنا، تطرح اشكالات عميقة حول موقف حزب الاستقلال بانسحابه من معركة المنافسة والحظوظ التي تحدث عنها جلالته.

اذا، هناك اشكال، خطير يمزق حزب الاستقلال، والفاتورة ستكون ثقيلة على الأمين العام للحزب السيد نزار بركة، الذي سارع الى اصدار بلاغ يعبر عن شيء ما غير عادي داخل الحزب العتيد الذي له من الآليات والضوابط ما تجعله يدافع عن مواقفه، والا سيكون الاستقلال اليوم سجل في تعداد الأحزاب التي تبحث لها عن هوية، وايديولوجية سياسية غير تلك التي آلفناها في حزب الاستقلال.

ومما جاء في بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ما يلي :

أولا: إن التنافس الانتخابي السليم على رئاسة مجلس المستشارين لا يستقيم مع ممارسات واصطفافات لا تصب في اتجاه بناء ترسيخ ديمقراطية مبنية على تعددية حقيقية تعتمد خيارات واضحة وبرامج مقنعة تتحدد على أساسها التموقعات المتمايزة والطبيعية بين الأغلبية والمعارضة وهو ما يعتبر مقوما حيويا لإعطاء هذا الاستحقاق الدستوري مصداقيته في أعين المواطنين والمواطنات ويمكن من استرجاع الثقة المطلوبة في المؤسسات المنتخبة عموما ويحد من تفاقم ظاهرة عزوف فئات عريضة من المواطنات والمواطنين، وخاصة فئة الشباب، عن الانتخابات.
ثانيا: إن المعارضة الاستقلالية الوطنية التي اختارها مناضلات ومناضلي حزبنا والتي تعتمد على رؤية استراتيجية واضحة تهدف أساسا تقييم السياسات العمومية واقتراح البدائل دون استهداف الأشخاص أو المؤسسات أو الهيئات، لتدعو حزبنا في هذا الاستحقاق إلى أن ينأى عن تزكية منطق الغموض والضبابية السياسية التي يحاول البعض أن يخلط بها الأوراق لإرباك المشهد السياسي ببلادنا والإجهاز على المصداقية السياسية والتطور الديمقراطي ببلادنا.

ثالثا: واعتبارا لهذه الحيثيات التي تقتضي الحزم والمسؤولية،  تقرر اللجنة التنفيذية بالإجماع عدم تقديم الحزب مرشحا لانتخابات رئاسة مجلس المستشارين.

فهل هذه النقط الثلاث، لم تنتبه اليها اللجنة التنفيذية، منذ انطلاق مساسل المفاوضات حول مرشح الحزب، والذي جاء بشأنها البلاغ الأول يعلن فيه حزب الاستقلال التزامه تقديم مرشحا للتنافس والتباري على رئاسة مجلس المستشارين، أم ان اللعبة هي لعبة أطفال، والسياسة انتهت بموت الرئيس المؤسس الراحل العلامة علال الفاسي، وحتى عباس الفاسي، وحميد شباط عملا بكل طاقاتهما الحفاظ على مبادئ وهوية الحزب، والدليل ان في عهد حميد شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال دعم مرشح الحزب عبد الصمد قيوح وخسر حينها بصوت واحد نظرا لأجوندات كلنا نعرفها لاداعي لمعاودة الحديث في عمقها، كيف ، متى، وأين “اللي عطا الله هو هذا”.

اليوم، ومحاولة للفهم هل القرار سيادي لحزب الاستقلال، وان كان هل لم يلعب فيه ولد الرشيد دور المؤثر في ابعاد عبد الصمد قيوح عن ترشحه لرئاسة مجلس المستشارين، لكي لا تتوسع قاعدة آل قيوح بسوس، والجنوب، في الوقت أن مطامع ولد الرشيد تتجاوز حدود ترشيح صهره ميارة ، وما يجري اليوم في حزب الاستقلال أمر مبهم لم يفهمه الاستقلاليين أنفسهم لأن الآمر ولد الرشيد، وكل القرارات التي يريد ان يصادق عليها الحزب يربحها ّ، وكل قرارات نزار بركة ان لم ترضي ولد الرشيد يحيلها على التصويت في اللجنة التنفيذية وحينها يتنافس المتنافسون، لأن القرار يبقى لولد الرشيد باعتبار أن له أغلبية داخل اللجنة التنفيذية، وقد يكون يعمل بدعم أجندة ريفية بما فيه البام للاستحواذ على الأمانة العام لحزب الاستقلال، اما هو شخصيا، أو أنه يتطلع  دراسة الوضع بتقديمه طعمة للاستقلاليين من خلال تقديمه وتوسيعه شهرة صهره ميارة الذي حاول ولد الرشيد تزكيته للترشح لانتخابات رئاسة مجلس المستشارين، لكن عبد الصمد قيوح الذي فضل الحوار على ما قدمه من تضحيات للحزب، وانضباطه للحزب، وهو الانضباط الذي جعله اليوم ضحية أجندة ومخطط يستهدف نسف حزب الاستقلال ليصبح أداة في يد الصحراوي ولد الرشيد، مثل البام، وفي ذلك تنجح الجهوية ومشروعها من خلال مطامح وطموع، وحدها الأيام ستكشف عن الخيوط المتشابكة للمشهد الحزبي، والنيابي بالمغرب.

 

 

معاريف بريس

أبو محمد أمين الرفاعي

maarifpress.com


 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads