هدوء يطبعه فشل الأحزاب السياسية في تدبير المرحلة بعد افول نجومية العدالة والتنمية، وتراجعت شعبيتها، وضعف ادائها في المشهد الحكومي، والحزبي، وهي فرصة ذهبية ليلامس المواطن المغربي تواجد الأحزاب في الحياة العامة، واستقطاب مواطنين لتأطيرهم وتوجيههم لما يخدم المصالح العليا للوطن، حفاظا على الامن والاستقرار.
البوتيكات الفرعية الحزبية بغالبية المدن اغلقت ابوابها، ولم يعد اي حديث عن اجتهاد ايديولوجي حزبي بكل الأماكن، بالمقاهي، والمنتديات، والكل عزل نفسه في مواقع اجتماعية، مثل معتقلين افتراضيين بالحكمة، ولا توجيه، ولا رؤية للمستقبل، وكيف يمكن استغلال التكنولوجيا للإشعاع الحزبي، فقط سيلفيات لمناضلين ومناضلات اصابتهم المراهقة في بداية خريفهم.
توارت الأحزاب السياسية شكلا ومضمونا بعد افتتاح الدورة التشريعية الحالية، وغاب العقل وحضر الجهل، تاركين الساحة او الملعب لجمهور غير منظم، او تاركين العدالة والتنمية تقوم بتسخينات عبر منافذ جمعيات، وأمسيات سياسية حزبية في التأطير مغلفة بامسيات دينية استعدادا لمعركة الاستحقاقات الانتخابية.
العدالة والتنمية خلال محطتين انتخابيتين أكدت انها احترافية في المناورات، والتجمعات، والأحزاب السياسية التي عليها ادراك ما ينتظرها من تحديات، بينها اعادة الثقة للجمهور المتعطش للممارسة السياسية، والتأطير والتوجيه، وإعادة الثقة في نفوس الطبقات المتوسطة، والمستضعفة بالعودة الى صناديق الاقتراع ، وهما مشروعين الأحزاب التقليدية التي تطل علينا عبر مواقع اجتماعية ليس بفكرة بل فقط في صورة لا رسالة لها في التأطير والتوجيه.
ان، الاشكال الحقيقي اليوم ليس في مواجهة من دون خطاب سياسي مقنع للعازفين عن صناديق الاقتراع، ولكن الاشكال ان كان قادة حزبيين -شبعوا- ولم يعد لهم اهتمام بمسؤولياتهم وواجباتهم بعدما حققوا ثروات لهم ولأفراد عائلاتهم، عليم ان يتواروا على الأنظار لترك الكراسي لأطر مغاربة همها الوطن، وليس صناعة الكراهية وتصديرها للشارع، مما يزيد من تأزيم الوضع السياسي الاجتماعي بالمغرب في غياب موقف موحد للأحزاب السياسية التأطير والتوجيه الجماهيري اولا، لان المال وسلطة المال ان لم تكن في خدمة الشعب لا فائدة منه.
معاريف بريس
Maarifpress.com
