صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

مفاجآت غير متوقعة في السياسة الخارجية الامريكية

‘لا يوجد أي شيء ثابت، فكل شيء يمكن ان يتغير’، قال بوذا، ويبدو على نحو مشابه ان تغييرات متوالية أو مفاجآت غير متوقعة تميز السياسة الخارجية الامريكية في هذه الايام، أو كما تبدو الامور نحو الخارج على الأقل.
أُعطينا مثالا طريا محرجا في الاسبوع الماضي حينما ظهر في الجهة اليسرى من الصفحة الاولى في صحيفة ‘نيويورك تايمز’ اعلان الرئيس اوباما بأن ‘العراق أصبح دولة ديمقراطية ستكون قدوة لدول اخرى في الشرق الاوسط تطمح الى الديمقراطية’.
أما في الجهة الثانية من الصفحة نفسها فجرى الحديث بتوسع عن قمع تباشير الديمقراطية على يد رئيس حكومة العراق المالكي. ولم تمض ايام كثيرة حتى بدأ ذلك المالكي الشيعي يطارد نائبه السني وهاج الارهاب من جديد في شوارع بغداد.
يتبين انه في الامور التي تتصل بنا ايضا توجد تحولات لغوية بقدر كبير. فقد عبر وزير الدفاع الامريكي بانيتا في منتدى سابان قبل نحو من ثلاثة اسابيع متحدثا عن معارضة عمل عسكري ضد ايران.
وأوضح ان العمل غير ممكن ولا يحسن ايضا. وأثار عليه انتقادا شديدا في جزء من وسائل الاعلام الامريكية وسبب تعجبا قلقا في الجهاز السياسي والامني الاسرائيليين وفي السعودية وامارات النفط كما يبدو ايضا (وسبب ايضا لذة غير ضئيلة عند الايرانيين). ينبغي ان نفترض ان البيت الابيض ايضا لم يكن راضيا في سنة انتخابات عن تصريح لا يستطيع الجمهور اليهودي في امريكا ان ينظر اليه في عدم تأثر.
حينما تحدثت الى رجل في الادارة في واشنطن واعترضت على كلام بانيتا جهد هذا الشخص في اقناعي بأن هذا الكلام لا يعبر عن رأي الادارة وأنه ايضا لم تشتمل عليه الخطبة الأصلية التي أُعدت مقدما.
وهكذا لم تمر ايام كثيرة حتى أعلن وزير الدفاع في زيارته للشرق الاوسط بأن الولايات المتحدة عالمة بخطر تقدم المشروع الذري الايراني.
وتابعه على ذلك رئيس هيئة الاركان الامريكي وأضاف ان استعدادات الولايات المتحدة لخيار عسكري بلغت مرحلة متقدمة جدا بحيث انه ‘اذا استقر الرأي على استعماله فسيمكن فعل ذلك بلا تأخير’. يبدو اذا أنه حينما التقى وزير الدفاع باراك مع الرئيس اوباما في الاسبوع الماضي كان قد جاء الى ما أصبح جاهزا. وليس واضحا هل كان تصريح بانيتا السابق بمثابة تعبير عن رأي خاص أو عبر عن مزاج ما ساد البنتاغون حتى في زمن سلفه غيتس، لكن اسرائيل على أية حال تستطيع ان تكون راضية عن هذا التحول وبحق، فان موقفها قد يبدأ يُقبل.
مع ذلك واذا رجعنا لحظة الى مقولة بوذا، يحسن ان ننتبه ايضا الى كلام توضيح متحدث وزارة الدفاع الامريكية الذي أُدلي به بعد بضعة ايام من خطبة بانيتا.
فقد صب كلامه ماءً فاترا على كلام ‘سيده’؛ ‘ما يزال لا يوجد عندنا علامات على ان الايرانيين اتخذوا حقا قرارا على تطوير سلاح ذري’، قال. ولم ترد اسرائيل وحسن هذا، لكن وكما قال بوذا: ‘لا يوجد أي شيء ثابت فكل شيء يمكن ان يتغير’، الى أحسن والى اسوأ ايضا.


www.maarifpress.com

زلمان شوفال

 

اسرائيل اليوم 27/12/2

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads