صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

بــــيان حول إحياء الذكرى (30) لقيام اتحاد المغرب العربي “عازمون على تحقيق الحلم المغاربي”



 تحي الدول المغاربية يوم الأحد، الموافق 17/02/2019الذكرى الثلاثين (30) لقيام اتحاد المغرب العربي، وتتيح لنا هذه الذكرى الغالية فرصة سانحة لاستعراض وتقييم حصيلة العمل المغاربي المشترك وتسليط الضوء على أهم الإنجازات والمكتسبات وفي الوقت ذاته الوقوف على الصعوبات التي تعترض مسيرة الاتحاد، بغية تعزيز الإيجابيات والنجاحات وتصحيح الأخطاء والإخفاقات.

لقد حققت الدول المغاربية خلال الثلاثين عاما الماضية، خصوصا في العشرية الأولى من عمر الاتحاد، الكثير من الإنجازات والمكتسبات الماثلة للعيان في شتى المجالات التنظيمية والمؤسساتية والاقتصادية والقانونية وغيرها من المجالات العائدة بالنظر إلى اللجان الوزارية الأربع الكبرى المعنية بالعمل الاندماجي المغاربي.

وحرصا منها على مواصلة نفس النهج، عكفت الأمانة العامة، أواخر 2016 على وضع خطة عمل مستقبلية، طموحة،تغطي الفترة ما بين 2019-2017سعت من خلالها إلى تقديم تصوراتها ومقترحاتها من أجل تطوير المنظومة الاتحادية ككل والرفع من كفاءتها وتحسين مردودية أدائها بما يخدم العمل المغاربي المشترك في مختلف المجالات.

وتعكس هذه الخطة، التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العمل المغاربي، رؤية الأمانة العامة خلال الفترة المستهدفة ولما ينبغي أن تضطلع به المؤسسات الاتحادية، كل في مجال اختصاصها، بغية تحقيق الأهداف التي رسمها قادة الاتحاد وضمنوها اتفاقية مراكش وبلوروها، لاحقا، في القمم المغاربية الست التي أعقبت القمة التأسيسية.

ودون الخوض في تفاصيل خطة العمل المذكورة التي لا تتسع المساحة المخصصة لهذا البيان للدخول فيها، والتي يمكن الرجوع إليها في موقع الأمانة العامة، فقد مكنت من تحقيق مكاسب مادية ومعنوية عدة، في مقدمتها عودة الاتحاد المغاربي وبقوة إلى المشهد الدولي والإقليمي بعد غياب طويل، والانخراط في كافة الأنشطة والبرامج ذات الصلة. ومن نتائج ذلك:

إقامة علاقات تعاون مع العديد من المجموعات الاقتصادية الجهوية والمنظمات الإقليمية والدولية، وتنفيذ خطة تواصلية تعتمد تحديث البوابة الإلكترونية واستغلال الوسائط الاجتماعية مثل “فيس بوك” و”تويتر” للتعريف بأنشطة الأمانة العامة.وتنظيم دورات تكوينية للأطر والموظفين المحليين،وإبرام العديد من الاتفاقيات مع المنظمات الإقليمية والدولية، وذلك لدعم قدرات العاملين في الأمانة العامة.

واستكمالا لهذا المجهود، يجري التحضير حاليا على مستوى الأمانة العامة لتدشين مشروعين مهمين يتعلق الأول منهما بالانطلاقة الفعلية لنظام المغاربي للإنذار المبكر، ويتعلق الثاني بطاولة مستديرة حول جلب المستثمرين وأصحاب الشركات الكبرى لتقديم عروض إنجاز مشروع القطار المغاربي الموكول إلى الدول المعنية بعد إقراره.

ورغم أهمية هذه الحصيلة وأثرها الإيجابي على العمل الاندماجي المغاربي في كافة مجالاته المختلفة، إلا أن ذلك، ينبغي ألا يحجب عنا حقيقة الوضع الحالي الذي يمر به الاتحاد، فليس سرا أن اتحاد المغاربي يعيش منذ سنوات تعثرا يعرقل مسيرته ويؤثر سلبا على صورته وسمعته ومكانته. 

ومما زاد الوضع صعوبة والأمور تعقيدا ظاهرة تقليص الموارد، البشرية والمادية رغم شحها أصلا،من جهة واللجوء المتكرر لتأجيل الاجتماعات والاستحقاقات المغاربية، من جهة أخرى، هذا عدا انعكاسات الأزمة الليبية الراهنة وتعثر الدور الإيجابي الذي كانت تضطلع به هذه الدولة المغاربية على الصعيد المغاربي، الأمر الذي أوصل الاتحاد إلى وضعه الحالي وهي وضعية حرجة، إن لم يتم العمل على احتوائها في أقرب وقت ممكن.

وإدراكا منها خطورة هذا الوضع وآثاره السلبية على العمل المغاربي، بادرت الأمانة العامة إلى التحرك وطرق جميع الأبواب وضاعفت جهودها وكثفت اتصالاتها، في ظل ظروف عمل بالغة الصعوبة، مستخدمة في ذلك كل الوسائل والإمكانات المتاحة، وتنقل أمينها العام بين مختلف العواصم المغاربية سعيا لإيجاد حل مرضي.

ومن الواضح أن هذه الجهود قد نجحت إلى حد كبير في تحريك المياه الراكدة والدفع بخيار الاتحاد إلى الواجهة السياسية والإعلامية وإعادة هذا الخيار، مجددا، إلى دائرة الضوء والاهتمام، ليس فقط على المستوى المغاربي وإنما كذلك على المستويين الدولي والإقليمي.

وفي ضوء المبادرات جديدة، فإن الأمانة العامة،لا يسعها إلا أن ترحب وتشيد بجميع هذه المبادرات الرامية إلى تجاوز الركود الراهن وتبارك أي جهد يسعى للخروج منه.

ومع أنه لا مناص من الإقرار بصعوبة الوضع الراهن الذي بات يشكل أخطر تحد يواجه الاتحاد منذ قيامه، ولم يعد بالإمكان تجاوزه والخروج منه بأقل من قمة مغاربية، وهي مسألة يتفق عليها الجميع، فهذا الوضع ليس قضاء وقدرا، يجب الاستسلام له، بل هو وضع يمكن تجاوزه، إذا توفرت الإرادة والعزيمة وتظافرت الجهود وتوحدت الأهداف وصفت القلوب والعقول وهي أمور، كلها،ليست مستحيلة.

ومما يبعث على التفاؤل والأمل في هذا المجال، أن الساحة الدولية والإقليمية شهدت، مؤخرا، انفراجا لأزمتين،(الأزمة الكورية-الكورية + الأزمة الإثيوبية- الإيرتيرية) وكلاهما أشد خطرا وأطول عمرا، حيث فتحت الحدود وتعانقت الشعوب،ولعل هذا المشهد، بالذات، هو ما يفسر تمسكنا بالأمل في قرب حصول انفراج “قل عــــسى أن يــــــكون قـريبا” صـدق الله العظيم.

 

معاريف بريس

maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads