قبل إفتتاح المركب الثقافي ” حسن الصقلي ” ، كانت أمال وطموحات ، شباب عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي ، كبيرة بحجم المواهب و الطاقات الفنية و الإبداعية ، التي تزخر بها ، منطقة سيدي البرنوصي سيدي مومن ، إلا أن ” الصدمة ” ، كانت قوية بالنسبة للكثيرين ، لأن إدارة المركب ، لم تأت بجديد على مستوى البرمجة ، لأن الرهان ، على تنظيم ملتقيات فنية و إبداعية و مهرجانات ذات إشعاع وطني و دولي ، كان المطلب الأساسي ، لفئة عريضة من الحساسيات الثقافية و الفنية و الإعلامية بالمنطقة ، بعد أن تحولت قاعة السينما الوحيدة ، بالمنطقة ، إلى مركب تجاري ، و دور الشباب إلى قاعات خاوية على عروشها ، بعد هجرة روادها ، إلى مقرات ممولة من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و من الشراكات مع المؤسسات التجارية ، للخروج من مأزق الفراغ ، الذي يعاني منه شباب المنطقة ، على مستوى الأنشطة ، التي من شأنها أن تدفع بهم إلى صقل مواهبهم عوض الإرتماء في أحضان القرقوبي و المخدرات و مقاهي الشيشة .
إلا أن لا شيء من هذا حدث ، كأن وجود المركب بالمنطقة كعدمه ، وأن الأسماء التي تألقت هنا و هناك ، من أبناء العمالة ك سعيد حجي في الفن التشكيلي ، محمد الصابر ، توفيقي بلعيد ، باهي منير في الشعر ، بوشعيب لكركشي ، توفيق مصباح في السيناريو ، محمد قاوتي في المسرح ، محمد صوف ، عبد الرحيم بهير في الرواية و القصة ، محمد عزيز بنسعد في الزجل ، رشيد غلام في الأغاني الدينية ، أسماء لمنور ، حاتم آدار ، يوسف جريفي في الغناء و الطرب، بوشعيب لمباركي ، يوسف السفري ، زكرياء جوهري ، يوسف عطية في الرياضة ، سعيد لهليل ، جميلة شارق في التمثيل و محمد عطير في الفكاهة والتنشيط و أسماء أخرى في مختلف الأساليب الفنية و التعبيرية و الغنائية و التي يضيق الحيز ، عن ذكرها ، و التي أبانت عن موهبتها في مجال تخصصها ، في مختلف المهرجانات و الملتقيات الوطنية و الدولية ، لا تستحق التكريم و الإعتراف بها ، على المستوى المحلي ، عبر تنظيم موائد مستديرة ، ملتقيات فنية ، أيام ثقافية ، أندية سينمائية ، أوراش في فن كتابة السيناريو ، في فن التشكيل ، في التكوين المسرحي ، إن شئنا التحديد ، في العديد من الأشكال الفنية و التعبيرية و الرياضية.
وهنا ، نتساءل ، عن عدم تنظيم الدورة الثانية للفيلم السينمائي الرياضي ؟ا و عن غياب العديد من الأنشطة ، التي كانت تقام قبل إفتتاح المركب الثقافي حسن الصقلي وإنطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسيدي البرنوصي سيدي مومن ؟ا
خاصة و أن هناك مواهب واعدة ، أصبحت تعزز الساحة الفنية و الإبداعية و الرياضية ، من أبناء سيدي البرنوصي سيدي مومن ، لكنها تحتاج إلى مناخ ثقافي فني لصقل مواهبها و الإحتكاك مع ذوي الخبرة و الممارسة ، إلا أن ذلك ، لن يتحقق لطالما ، الفراغ الثقافي هو سيد الموقف بالمنطقة .
ما يطرح أكثر من سؤال ، أين هنا دور اللجنة الثقافية بالمجلس البلدي لمقاطعة سيدي البرنوصي ؟ا
و أين هو دور المراكز و دور الشباب في خلق أنشطة فنية ثقافية إشعاعية ، للتعريف بالوجوه الفنية و الثقافية و الرياضية الفاعلة على مستوى المنطقة ؟ا
بل ، أي دور تلعبه إدارة المركب الثقافي حسن الصقلي ، في التنسيق و الشراكة مع فعاليات المجتمع المدني ، لخلق مهرجانات محلية و وطنية و دولية ، خاصة و أن المركب يتوفر على أحدث التجهيزات التقنية و التطورات التكنولوجية ؟ا
أم أن هذا الفراغ الثقافي الذي تعاني منه المنطقة راجع بالأساس إلا أن الرجل المناسب ليس في المكان المناسب ؟ا
علي مسعاد
معاريف بريس
www.maarifpress.com