صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

تقرير عن جلسة محاكمة المعتقلين الاسلاميين بتاريخ 1 مارس 2012


 انطلقت جلسة المحاكمة ليوم الخميس 1 مارس 2012 للمعتقلين الإسلاميين الذين يحاكمون على خلفية أحداث 16 و17 ماي 2011 على الساعة 10 والنصف صباحا تمت المناداة على أسماء المعتقلين فردا فردا وهم 52 معتقلا بعدها قام المحامون على رأسهم الأستاذ خليل الإدريسي ومحامين آخرين باستعراض الخروقات التي شابت هذا الملف منذ بدايته ابتداء من ملابسات وقوع الحدث إلى الظروف التي تم فيها التحقيق مع المعتقلين مرورا بإجراءات عدة تقزم دور المحامي ولا تجعله يقوم بحقه في الدفاع على الوجه الأكمل .
كما طالب الأستاذ خليل الإدريسي باستدعاء الشهود على رأسهم المندوب العام لإدارة السجون حفيظ بن هاشم ومدير السجن في تلك الفترة بوعزرية والأستاذ محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان والأستاذ محمد حقيقي المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة باعتبارهم كانوا أطرافا في حواراتفاق 25 مارس 2011 لمعرفة حقيقة الحدث وملابساته والظروف المساهمة في وقوعه .
كما طالب المحامون  باستدعاء الموظفين الضحايا المزعومين في الملف ليتعرفوا على من ضربهم ومارس العنف في حقهم على حد قولهم .
وطالبوا بإحضار الوسائل التي مارس بها المعتقلون أعمالهم “التخريبية ” كما يدعون محجوزات المفروض أنها لا زالت في أيدي المعنيين بالأمر .
وتساءل أحد المحامين عن كيفية دخول هذه الآلات من أمثال السيوف والسكاكين الكبيرة التي يدعون أنها كانت بحوزة المعتقلين ، وهذا محض افتراء . وبعد انتهاء المحامين من مداخلتهم أعطيت الكلمة لممثل الحق العام الذي رد على المحامين و حاول إيجاد مبررات قانونية لكل الإجراءات التي قال عنها المحامين أنها خروقات شابت بداية هذا الملف وستؤثر سلبا على نهايته حتما .
بعدها تم الاستماع لبعض المعتقلين منهم الأخ هشام معاش الذي وجه له القاضي سؤال هل صعدت للسطح ؟ فأجابه المعتقل هشام بأنه لا يمكنه الإجابة عن هذا السؤال بشكل مباشر إلا بعد سرده للسياق العام الذي وقع فيه الحدث وهو كما قال أن معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية تعرضوا للظلم منذ سنوات عدة من الاعتقال والاضطهاد وتعرضت عائلاتهم في المقابل للتشريد والضياع وقام المعتقلون بحركة احتجاجية سلمية توجت باتفاق 25 مارس2011 فقاطعه القاضي قائلا: أجبني عن سؤالي هل صعدت للسطح أم لا ؟ فقال سأجيبك بعد أن أضعك في السياق لقد تم وعدنا بتسوية ملف اعتقالنا وأكد لنا المندوب أن الأرض لنا والسطح لنا فلنتحرك كما يحلو لنا فأجابه القاضي مرة أخرى هل صعدت للسطح أم لا قال سأجيبك لكن دعني أتم تم الهجوم على عائلاتنا في نزهة تمارة بتاريخ  15 ماي 2011 التي كانت مقررة مع حركة 20 فبراير وعلى المعتقلين الإسلاميين   السابقين ، وتم الهجوم علينا في اليوم الموالي بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي الرصاص الحي . سأله مرة أخرى هل صعدت للسطح أم لا فأجابه بعد اختناقي بالغازات الناتجة عن القنابل المسيلة للدموع صعدت لأستنشق الهواء بناءا على قول المندوب لنا سابقا السطح لنا والأرض لنا والحق معنا في التحرك كما نشاء ، وسأله القاضي هل ضربت أحدا فأكد له أنه لم يضرب أحدا .
بعدها تكلم الأخ  محمد الشطبي الذي أكد أنه كان في الزيارة الصباحية لعائلته وأنه تم منعه من الدخول للحي بعد انتهاء الزيارة وأكد أنه كان وسيطا بين المعتقلين والإدارة وكان حاضرا في اتفاق 25 مارس 2011
وأنه صعد السطح  ليشم الهواء ، ثم تكلم المعتقل ياسين بونجرة ليؤكد أنه كان في الزيارة مع عائلته لغاية الساعة الواحدة ولم يسمح له بالدخول إلا بعد مدة وأكد هو الآخر أنه صعد للسطح بعد اختناقه برائحة الغازات الناتجة عن القنابل المسيلة للدموع ، وأكد أنه تم التحقيق معه في قضية السطح بسجن تولال 2 بمكناس معصب العينين مقيد اليدين لا يعرف هوية من يحقق معه ، وتم توقيعه على محضر لم يره تحت الإكراه .
كما قال بأنهم بسجن تولال 2 بمكناس خاضوا إضرابا عن الطعام ولم يكلف أي مسؤول نفسه عناء زيارتهم وتساءل هل نحن مواطنون مغاربة أم أننا قدمنا من كوكب آخر وأكد أنهم ما زالوا مهددين لحد الساعة بسجن تولال 2 بمكناس
وتحدث معتقلون آخرون وأكدوا جميعهم أنهم لم يصعدوا للسطح إلا بعدما تم الهجوم عليهم بالقنابل المسيلة للدموع وصعدوا ليستنشقوا الهواء .
وفي الأخير تم الاستماع للمعتقل عادل الفرداوي وهو أحد الذين تم هتك عرضهم في سجن تولال 2 بمكناس وعندما سأله القاضي هل صعدت للسطح أم لا؟ أجابه المعتقل عادل تسألني إن كنت صعدت للسطح أم لا ؟ لماذا لم تسأل الذين انتهكوا عرضي لما انتهكوه ولماذا مزقوا لحمي ؟
لماذا أتعرض لهذا لماذا ؟ فأجابه القاضي بأنه الآن يسأله ويحقق معه في قضية السطح ولا علاقة له بالقضية الأخرى . فأجابه نعم تحقق أنا معي في هذه القضية، وما تعرضت له أنا برغم أنه يعلمه الجميع لا علاقة لك به ألستم مسؤولين عن المواطنين وعن أعراضهم أجبني. أيها القاضي……
فأجابه القاضي :هناك مدير السجن يمكن أن تضع له الأمر بين يديه فأجابه الأخ عادل غاضبا وهو يبكي مدراء السجون من أكابر المجرمين لقد مزق لحمي وانتهك عرضي ولم تحركوا ساكنا والآن تقيمون لنا المحاكمات هل صعدت للسطح أم لا ،أي ضحك على الذقون هذا وأي رقص على الجراح فقال له :القاضي هل تريد أن تفتح تحقيقا في الأمر قال له المعتقل عادل نعم من أجل البلاغ وليعلم الناس مقدار الظلم الذي تعرضنا له أما العدالة فلم نعد نرجوها منكم لكثرة الظلم الذي تعرضنا له .
وسأله القاضي مرة أخرى هل صعدت للسطح أم لا فأجابه وقد بلغ منه الغضب والإحساس بالهضم والضيم ذروته لن أجيبك وانصرف المعتقل إلى مكانه .
وانتهت الجلسة وتم التأجيل لمدة أسبوع أي لغاية 8 مارس 2012 ليسدل الستار على أحد مشاهد المسرحية المضحكة المبكية من محاكمات انقلبت فيها الأدوار وتحول فيها الضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية وكان هو الخصم وهو الحكم . فإلى الله المشتكى وإليه المنتهى وعند ربك تجتمع الخصوم وموعدنا جميعا يوم الفصل حيث يفصل الله بين عباده بالحق إنه عدل رحيم ومنتقم عظيم .

 

معاريف بريس

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads