صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

آسفي مدينة تعيش تحت ظلمة دائمة وصفقة أعمدة الكهرباء تدوب في الجيوب

 

بجماعة سيدي تيجي على بعد حوالي 40 كلم  من مدينة أسفي  استبشرت  ساكنة مجموعة من الدواوير خيرا وهي ترى أعمدة الكهرباء يتم تثبيثها لمدة أشهر على بعد أمتار من منازلها حيث عمت مظاهر الارتياح وثمنوا هذه الخطوة التي تهم تفعيل برنامج كهربة العالم القروي بتراب هذه الجماعة الغنية بمواردها الطبيعية حيث تضم أهم مقالع الجبس وطنيا والتي تنتشر عبر الطريق الرابط بين مدينة أسفي في اتجاه مراكش الحمراء  والفقيرة ببنيتها التحتية ومرافقها العمومية التي تروم تحقيق تنمية بشرية حقيقية مقارنة بحجم ثروتها الطبيعية وأول شاهد على ذلك الطريق الوطنية المتقدمة في الازدراء والرابطة بين مراكش وأسفي وكذا الطريق الثانوية الرابطة بين سيدي تيجي وجماعة المراسلة أضف الى غياب الشبكة الرابطة لمياه الصالحة للشرب و..وو..وغيرها.

الساكنة ظلت تعيش التهميش لسنوات  ونالت حظها من  شعارات تنمية العالم القروي بمخططات تسطر على الورق المقوى، بعيدا عن  العمل الميداني الحقيقي حيث لم يعد مقبولا أن يعيشوا في الحضيض وهم يعاينون الأموال الطائلة التي يستخرجها أرباب  المقالع  من محيط أكواخهم المهترئة في الضيعات والأراضي المجاورة ولم يعد أيضا منطق القرن الواحد والعشرين يعفي  الأحزاب المغربية من مسؤولياتها ويختزل أدوارها في أن  تعتبر البوادي والأرياف مجرد خزان لاحتياطي الأصوات الانتخابية ليس إلا…

انتظرت هذه المنطقة  كهربة دواويرها طويلا حيث سارعت ساكنة تضم أزيد من 150  كانون  بالدواوير التالية ( الباردية – اولاد الفاطمي  – المداحة  – اولاد الحاج الهاشمي – الوطية الدورات) الى اقتناء لوازم الربط الكهربائي وتجهيز منازلهم بعدة الدارة الكهربائية من أسلاك ومصا بيح وقواطع ومصاريف الكهربائي والتي تصل تكلفتها في الإجمالي حوالي 2500 درهم للمنزل الواحد .

هذه الفرحة لم تدم كثيرا بعدما ظلت الساكنة تترقب بزوغ النور بمصابيح منازلها وكذا أعمدة الإنارة العمومية بين أزقتها لشهور على وقع أن تقطع مرحلة جديدة تودع معها حقبة  الظلام الدامس حيث ظلت الساكنة تغط وسط حلكة دامسة  مستعملة إضاءة بدائية من شمع بلدي و دأب  أبناءها المتمدرسين الى مراجعة دروسهم  على ضوء أمل  العلم والمعرفة مع تباشير وصول اختراع الامريكي توماس أديسون المتمثل في المصباح الكهربائي المتوهج والذي اخترعه سنة 1879  والذي طال انتظاره مدة  فاقت  الست اشهر و لازالت الساكنة تنتظر وتترقب ولاتعرف الأسباب الحقيقية في تعثر إطلاق هذا البرنامج خاصة مع انطلاق فصل الصيف وشهر رمضان الأبرك وسط موجات من الحرارة التي تجعل استعمال وحفظ المواد الغذائية من ماء ومشتقات بعض الأغذية الحيوانية من حليب ولبن ضرورة ملحة إضافة الى أهمية الكهرباء  داخل المنازل والتي تسمح لكثيرين بالاستفادة من الإعلام بشتى أنواعه ومواكبة المستجدات على الساحة الوطنية والدولية ونشر مظاهر الوعي والتثقيف عصر الثورة الرقمية .

وقد اتصل الساكنة بالمسؤولين بالجهات  الساهرة على إخراج هذا البرنامج الى حيز الوجود لكن الذريعة أهون من خيوط العنكبوت وكانت عدم توفر عدادات الكهرباء التي تعتمد تقنية البطاقة الكهربائية إضافة الى عدم توفر  المحول الكهربائي .

لكن يبقى السؤال الى متى سيظل انتظار الساكنة وهي ترقب  انبعاث أضواء  طال انتظارها ونور كهرباء مافتئ يسطع بين أزقة دواويرها  ونحن على ابواب لفحات الصيف الحارقة عصر ثورة التكنولوجيا ت الحديثة وفي سنةلم تتجاوز 2012 ؟

يوسف بوغنيمي /آسفي

معاريف بريس

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads