مراسلتي هذه لجريدتكم الموقرة،أود طرح فيها، تساؤل عام حول إصلاح منظومة القضاء
إن كل مواطن حر له غيرة على بلده و مستقبل بلده، يعيش حالة مستديمة من الحصرة و الغيض و الألم لما يصادفه يوميا من مواقف
فغالبا كل الأشياء و الأمور تَسِيرُ أو بالأحرى تُسَيَّرُ بالإتجاه المعاكس و تحط من قيمة و كرامة المواطن
لكي لا أطيل، اليوم تعرضت لموقف، جعلني أتسائل ، هل فعلا نحن جادون في إصلاح منظومة القضاء؟ و هل الكل متهيئ لذلك؟
اليوم ذهبت لأراقب جلسة تخص ملف من ملفات فضيحة إفلوسي و الذي المتهم فيه الرئيسي أحد رجلي الأعمال اللذين نصابا على أكثر من 500 شاب في إطار التشغيل الذاتي في إطار مشروع بصفة حكومية.
الملف حرك و أحيل على القضاء الجالس بعد جهد جهيد توج بلقاء أعضاء الجمعية مع وزير العدل و الذي أعطى أوامره لتحريك الملف بعد مرور قرابة سنة على وضع الشكايات، لحد الأن يأجل الملف للمرة الرابع و يسجل تغيب المتهمين و حتى دفاعهم لا يكلف نفسه الحظور يبدو أن سيادتهم لا يعترفون بالقضاء أصلا أو يعرفون خبايا القضاء الحقيقية جيدا، ليبقى الخاسر الأكبر الشباب و أموالهم و عائلاتهم في مهب الريح، ينعم و يرتع بها السوبير مواطنين 00:58:53 بالمحكمة الإبتدائية عين السبع، هو الإستخفاف بالوقت، نعم إستخفاف بوقت المواطنين
كان من المقرر أن تبدأ الجلسات على الساعة 09:00 تحديدا إلا أن الهيئة لم تلج القاعة إلا في 09:46 أي ساعة إلا ربع و دون تقديم أي توضيح، صراحة إستهجنت الأمر، قد يعتبره البعض شيئا عاديا و المهم أن الهيئة حضرت ، إلا أنني لم أستسغ الأمر، الملاحظ أن العديد من المغاربة لا يعيرون إهتمام لمسألة الوقت و الإنضباط، و هذا راجع بالأساس للمناخ السائد في المعاملات و كذا التربية، لكن أن يصدر هذا عن أناس يحملون مسؤولية جسيمة و لهم تكوين و مكانة في المجتمع فهذا أمر يستحق الوقوف عنده، تساؤل هل الجسم القضائي و خاصة القضاة واعون بالتحديات التي تنتظرهم و هل هم مستعدون للتغير و الرقي بالعدالة في هذا البلد؟؟؟
نفس الأمر ينطبق على المحامين، فالملاحظة الثانية، هي تذمر المحامين من هذا التأخر و الإستخفاف بمصالح موكليهم، خصوصا أن لديهم إلتزامات أخرى في محاكم أخرى و ملفات يجب الوفاء بها، لكن الملاحظ أنه حتى أصحاب البذلة السوداء هم في شتات و لا يستطيعون توحيد كلمتهم، فمنهم من تذمر و أعرب عن رأيه في الإنسحاب الجماعي و مقاطعة الجلسات و منهم من جلس غير آبه ينتظر و يقول عادي و صراحة كلى الرأيين في نظري خاطئ و عدم التوحد في الموقف كذلك يطرح أكثر من علامة إستفهام؟؟؟
التنظيم و النظام و الإنظباط أساس النجاح، فأين نحن من ذلك؟؟؟
ملاحظة أخرى و أخيرة، القاعات ليست مزودة بمكبرات الصوت، فالمتقاضين و عموم المواطنين يجدون صعوبة في سماع المداولات و القضاة يجدون أنفسهم مجبرين على بذل مجهود مضاعف و الرفع من أصواتهم و هذا أمره حله سهل و لن يكلف الكثير
أما المسألة الأخرى، وهي التأجيل المطول للجلسات و ذلك راجع للعطلة القضائية، و هذا يعيد طرح تساؤل عن نسبة الهدر القضائي و تراكم الملفات، إذا ما إستحضرنا عدد أيام الإضرابات التي شهدتها مختلف محاكم المملكة هذه السنة
صراحة واقع الحال لا يبشر بخير.
www.maarifpress.com