صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

الضعف الجنسي أسبابه ونوازله

ثمة رأي شائع طبياً يعتبر أن الحياة الجنسية المستقرة والمنتظمة، تمثّل حائط صدّ يحمي كثيراً من الناس من أمراض نفسية متنوّعة، ويخلصهم من ضغوط وانفعالات غالباً ما يتعرضون لها خلال العمل والاحتكاك بالآخرين. ومن المعتقد به أيضاً، بحسب مؤتمر متخصّص استضافته القاهرة أخيراً، أن النجاح في الحياة الجنسية غالباً ما يحمي الأسرة من الانهيار.

 

معلومات شائعة وخاطئة

في هذا الصدد، رأت الدكتورة هبة قطب، وهي اختصاصية في الطب الجنسي والعلاقات الزوجية، أن الضعف الجنسي وعدم الانتظام في ممارسة العلاقة الحميمية، يتسببان في شكل غير مباشر في اضطراب القدرة على اتخاذ القرارات، وعدم اتزان الحال المزاجية العامة للإنسان. وأوضحت قطب خلال هذا المؤتمر الذي كُرّس لإعلان نتائج دراسة طبية موسّعة حملت اسم «شو» SHOW عن تأثير الرضا الجنسي بين الزوجين على الحياة، أن الشخص غير المنتظم في ممارسة الجنس تضطرب لديه دورة الهرمونات، كما يتأثر عمل جهاز الدورة الدموية عنده.

وأعربت عن اعتقادها بأن الشخص المنتظم في ممارسة الجنس يتمتع بسكينة داخلية، ويكون أكثر حلماً، وأقدر على الحكم على الأمور، كما يحل مشكلاته بطريقة أفضل، بسبب إفراز الوسائط الهرمونية التي تتسبب في الهدوء النفسي، كما يحدث عند ممارسة الرياضة أيضاً. وأكدت قطب أن من المعلومات الشائعة «الخاطئة» عن العلاقة الحميمة بين الأزواج هو أنها تخضع للحال المزاجية العامة لكليهما، كما يُعتقد أنها مشروطة بصفاء الذهن ووجود رغبة ملحَة. وبذا، راجت صورة عن العلاقة الحميمية بين غالبية الأزواج أنها ربما تؤجل أو تتوقف في ظل التوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، على غرار الأحوال السائدة حاضراً في مصر وكثير من البلدان العربية.

وأرجعت قطب هذه الصورة السائدة إلى عدم وجود فهم حقيقي لفلسفة العلاقة الحميمة التي وصفتها بأنها «إسفنجة تقدر على امتصاص معظم الانفعالات الإنسانية، كما تستطيع أن تنقذ الإنسان من الوقوع في براثن مجموعة من الأمراض النفسية مثل الكآبة المرضية بأنواعها، والأمراض العضوية مثل ارتفاع ضغط الدم والتعرض لنشوء سكري البالغين (سكري من النوع الثاني)، وزيادة الدهون الضارة التي ربما تسببت في تصلّب الشرايين.

واستنتجت من هذه المعطيات أن الممارسة الجنسية السليمة تؤدي إلى ارتفاع مستوى الأداء الحيوي عموماً، وخصوصاً الذهني.

وقالت قطب: «ينعكس هذا الأمر في القدرة على تحمّل المسؤوليات ومواجهة الصعاب وحل المشكلات، وهذه أمور تصبح أكثر سهولة لدى من ينتظم في العلاقة الحميمة ويستمتع بها ولا يواجه مشاكل عضوية تمنع من حدوثها بصورة مُرضية». وشبّهت هذه المعطيات بالحال مع من ينتظم في أداء التمارين الرياضية، مع ملاحظة أن القاسم المشترك بين الرياضة والجنس يتمثّل في انتظام الدورة الدموية واتساع الأوعية الدموية الطرفية وإفراز الهرمونات وانتظام إفراز الوسائط الكيماوية في الجهاز العصبي.

وتؤدي هذه الأمور إلى حال من السكون والرضا نفسياً، بل أن ممارسة الجنس تتفوّق بقدرتها على إحداث الرضا نفسياً، وإعطاء من ينتظم فيها على حال من يمارس الرياضة، ما يفسّر حال الهدوء الذهني والاستقرار النفسي عند الزوجين المتناغمين.

واستطردت قطب قائلة: «إذا علمنا أن مرض الاكتئاب ينتج من ارتباك عمل تلك الوسائط، لعرفنا الفارق النفسي الذي يصنعه انتظام العلاقة الحميمية بين الرجل وزوجته، وأن المراحل المختلفة للدورة الجنسية تستهلك حوالى 400 سُعرة حرارية في كل الممارسة، ما يعني أنها تتسبب في تنشيط كبير للدورة الدموية الطرفية… لهذه الأسباب، يسود القول بأن العلاقة الحميمة تساهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري».

وأكدت قطب أن تشجيع المتزوجين على الانتظام في علاقتهم الزوجية الحميمة وتسهيل سبل الاستمتاع بها، سواء بالمستحضرات الطبية المتنوعة أم من طريق التوعية بالإعلام المتخصص، يهدف إلى ترويج السلامة الصحية والنفسية، ما يساعد على ارتفاع الروح المعنوية التي تساعد في اجتياز الصعوبات الحياتية اليومية المختلفة.

في سياق المؤتمر عينه، عرض الباحث البريطاني جون دين، وهو اختصاصي في الطب الجنسي ما خلصت إليه دراسة «شو» عن تأثير الرضا جنسياً بين الزوجين على حياتهما اليومية.

وأوضح أن الدراسة شملت سبع دول في أفريقيا والشرق الأوسط، وأنها سعت لزيادة الفهم عن الكيفية التي تؤمن الرضا الجنسي بين الزوجين، مشيراً إلى أن مدى صلابة العضو الذكري تؤثر إيجابياً في الحال الكلية لحياة الأشخاص في هذه الدول.

وأشار إلى أن الدراسة اختارت 1000 رجل وامرأة من الجزائر، مصر، لبنان، المغرب، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة، ما يمثل في حد ذاته إنجازاً جيداً، لأن المسألة المطروحة للبحث شديدة الحساسية بالنسبة إلى ثقافة هذه الدول.

 

الرضا وصعوباته

دلت نتائج البحث على أن العملية الجنسية بين الزوجين تعتبر من الأولويات، بالنسبة إلى الرجل والمرأة. إذ أظهرت النتائج أن 77 في المئة من الرجال و69 في المئة من النساء وصفوا الممارسة الجنسية بين الزوجين بأنها «في غاية الأهمية» أو «مهمة جداً». وعلى رغم أهمية العملية الجنسية، فإن 47 في المئة من الرجال و53 في المئة من النساء، أوردوا أنهم لم يشعروا برضا «تام» أو «كامل» مع شريك الحياة. وأكد 40 في المئة من الرجال والنساء أن صلابة الانتصاب للعضو الذكري لم تكن كافية أو مرضية، مع ملاحظة بعض الاختلافات الطفيفة في النتائج بين دول المنطقة، ما يعني أن النتائج إجمالاً كانت متوافقة في البلدان السبعة التي شملتها الدراسة. وأظهرت الدراسة عينها أيضاً أن الرجال غير الراضين عن صلابة الانتصاب لديهم يقومون بالعملية الجنسية مع شريكة الحياة مرات أقل من الرجال الراضين عن أدائهم.

وفي عينة البحث، ظهر ارتباط وثيق بين الرضا الجنسي والنظرة العامة الإيجابية إلى الحياة، فيما ظهر أن غير الـراضين عن ممارستهم الجنسية كانوا أيضاً أقل رضا وسعادة في نظرتهم إلى الحياة عموماً.

 

معاريف بريس

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads