صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

زلزال مرسي في طهران

يثبت مرسى يومًا بعد يوم أنه رجل الدولة المناسب لمصر فى هذه المرحلة التاريخية الهامة.. خطابه أمس أمام قمة عدم الانحياز زلزال بدرجة 8 ريختر، فقد نجح فى تدمير الصورة النمطية، التى انطبعت عالميًا عن مصر خلال عقود حكم مبارك.

نجح فى تحويل حضوره لقمة عدم الانحياز فى طهران إلى نقلة نوعية مهمة لمصر لتخرج سياستها الخارجية من غرفة الإفاقة دون حاجة لنصائح الكاتب توماس فريدمان، الذى نشرت له صحيفة “الشرق الأوسط” مقالا أمس بعنوان “توجه مرسى الخاطئ” عن زيارته لطهران قائلا، إنه يجب عليه– أى مرسى – أن يشعر بالخجل!

خطابه كان مشهودًا ومؤثرًا ومكتوبًا بعناية فائقة تستدعى التهنئة على اختيار الشخص، الذى قام بصياغته ووضع عناصره.. طبعًا هناك فرق كبير بين لغة هذا الخطاب وغيره من خطابات الخنوع، التى ألقاها مبارك طوال 30 سنة.

تحدث معى صحفى إيرانى من عرب الأهواز، مؤكدا أن شعر جسمه اهتز أثناء الخطاب حبًا لمصر، التى استيقظت من غفوتها وعاد اسمها يتلألأ فى صفحات سياسات العالم، وليس كما قزمها مبارك وجعلها خبرًا من أخبار الوفيات والحوادث والاعتقالات وانهيارات العقارات وطوابير الخبز والسكر!

فهد الشليمى، رئيس المنتدى الخليجى للأمن والسلام قال لقناة العربية: “عندما طالب مرسى باستبدال النظام السورى أو تغييره فهو يترجم أحاسيس الغالبية العربية، فقد أرجعت كلمته مصر إلى دورها الريادى عربيًا، خصوصًا أنه طالب بأن يتم إحقاق الحق، وأن الظالم لابد أن يحاسب”.

إيران أرادت استغلال قمة عدم الانحياز للدعاية وتجميل صورتها والحؤول دون توجيه انتقادات لنظام بشار الأسد، حتى أن كلمتى المرشد خامنئى والرئيس أحمدى نجاد خلت من أى ذكر للأزمة السورية، لكن مرسى خطف الأنظار فى لحظة خاطفة ووضع الثورة السورية فى قلب المؤتمر وعقله.

قبل ذلك بيوم واحد، وفى الليلة التى سبقت القمة، تحدث بشار الأسد فى مقابلة مع محطة محلية، حيث بدا مغيبًا للغاية عن واقع بلاده، ذكرنا بالقذافى، وهو يقول لأشباحه “إلى الأمام.. لا تراجع”.. الأسد كررها مع تعديلات بسيطة بقوله “إننا نتقدم للأمام ولن يعيدنا الأتراك للخلف”!

تحدث الأسد عن معركة إقليمية وعالمية، كأنه يوجه رسالة إلى قمة طهران، فجاءه الرد قاصمًا طاحنًا من مصر، ومن قلب طهران عاصمة الدولة الإقليمية الكبرى التى تضع كل إمكانياتها للحفاظ على نظام بشار الأسد وإطالة عمره.

سوريا الرسمية أعلنت من دمشق بعد نهاية خطاب مرسى بساعة أو أكثر قليلا، إن الرئيس المصرى يحرض على سفك الدماء فى سوريا. نظام يسفك أنهارا من الدماء على مدار الساعة يتهم غيره بذلك، ما يعنى أنه فى غيبوبة سريرية لا شفاء منها.

مرسى كان رجل دولة ناضجًا عندما أشاد بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر كمؤسس لحركة عدم الانحياز مع مؤسسين تاريخيين لن يمحوهم الزمن من ذاكراته كنهرو وتيتو وسكارنو. 

مرسى خرج من رحم “الإخوان” الذين لهم ثأر تاريخى مع عبد الناصر، ومع هذا لم يتأثر ولم يلعب ضد التاريخ,

 

فرج اسماعيل/مصر

معاريف بريس

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads