صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

البرلمان والإعلام

انطلق مجلس النواب المغربي بانتهاج أسلوب حضاري جديد مع رجال الصحافة حيث لا يترك رئيس مجلس النواب الفرصة تمر في كل المحطات من دون الإشارة والإشادة بدور الإعلام في تطوير العمل والأداء التشريعي بمجلس النواب ،وهي بادرة افتقدها الصحافيين منذ سنوات ومن خلال ولايات تشريعية مرت دون الاهتمام بالجانب الإعلامي .

وطبيعيا أن تكون هذه المبادرة جاءت في زمانها لأنه لا تطور من دون إعلام ،ولا تطور من دون ترسيخ ثقافة التواصل المسؤول للمؤسسات .

ولذلك ،جاء دستور المواطن حازما في هذه المسألة حينما سطر في أبواب فصوله على الحق في الحصول على المعلومة ،وحرية الرأي والصحافة،انطلاقا من احترام الحقوق الكونية وحقوق الإنسان.

ومن غير المستبعد سينتقل الصحافيين المهنيين المعتمدين بالبرلمان من صحافة “الكولوار” إلى مأسسة الصحافة البرلمانية ،وإعطاءها مكانتها ورمزيتها ،ودلالاتها.

الصحافة البرلمانية مرت من ظروف صعبة ،ومنعرجات خطيرة بسبب سوء فهم دورها ،وبسبب غياب إدارة سياسية برلمانية تواكب أنشطتها ،وتطلعاتها،وتسهر على تسهيل أداء واجبها من خلال وضع الوسائل اللوجيستيكية رهن إشارتها ،كقاعة خاصة بالصحفيين مجهزة بالتنكنولوجيا المتطورة،والهدف تغطية إعلامية تلبي رغبة الناخبين ،والمواطنين عامة.

ومجلس النواب عندما قرر وضع قاعة خاصة للصحافيين في المستقبل ،فالمسألة في حذ ذاتها تشريفا لقطاع الإعلام بالمغرب ،وتشريفا للصحافة المعتمدة بالبرلمان ،لكن نقطة الاختلاف تبقى في كيفية التعاطي مع الصحافة البرلمانية ،وجعلها شريكا أساسيا وذلك لن يتأتى فقط في تغطية الجلسات العمومية ،والأيام الدراسية ،وأشغال اللجن بل يمتد إلى تغطية أنشطتها الدبلوماسية التي تبقى دبلوماسية السياحة في غياب اطلاع وسائل الإعلام عن المهمات التي يقوم بها نواب الأمة خارج التراب الوطني ،وفي غياب تقارير توضع ،أو تتلى على العموم في الجلسات العامة ،أو في اللجن المختصة وتلكم الطامة الكبرى لأن معظم الوفود البرلمانية الأجنبية التي تقوم بمهمة للبرلمان المغربي تسهر على أن تكون مصحوبة بصحافيين لتغطية أشغالهم ،لأن الشعب الذي يؤدي الفاتورة “المال العام” عليه أن يكون في الصورة خاصة وأن كل المغاربة يحملون هم قضية وحدتهم الترابية ،ويحملون قضايا الأمن والاستقرار ،ولذلك ممثلي الأمة يجب أن ينتقلوا من العمل “تحت الدف” إلى العلن والتعريف بأنشطتهم ليصبح الإعلام شريكا فعلا ،ويصبح المواطنين شركاء في بناء الديمقراطية بوطنهم.

اذا،مجلس النواب أبان عن حسن نيته في نهج سياسة جديدة مع الصحافة الوطنية ،وهي سياسة تتطلب من الإعلاميين أن يكونوا في مستوى أداء واجبهم ،وأن يمتلكوا الأدوات والآليات لتتحسن صورة الصحافة والبرلمان ،وتتحسن رؤية المواطنين لممثليهم بالبرلمان.

إن دعوة رئيس مجلس النواب كريم غلاب ،ورؤيته ونظرته لأن يجعل الإعلام شريكا في الأداء التشريعي ليس عبثا وإنما يهدف إلى مأسسة الصحافة البرلمانية.

الحياة النيابية

فتح الله الرفاعي

www.maarifpress.com

 

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads