صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

محمد السادس دشن انجازات كبرى والحكومة تعرقل لبناء مجدها الانتخابي…الأطلس الشرقي نموذجا

لم يتوقف الملك محمد السادس منذ توليه العرش عن استمراره في انشاء منجزات ،وتدشينات لرفع العبء عن المواطنين في المدن والقرى ،وبكل المناطق المغربية شمالا جنوبا غربا وشرقا ،والهدف تنمية البلاد وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدما وحضارة.

ومن خلال زياراته الميدانية رأت العديد من المنجزات النور ،منها من انتهت أشغالها ومنها من هي في طور الانجاز ،والتي تتطلب جهودا مضنية لتطبيق برنامجها الذي سطره جلالة الملك محمد السادس.

وبجبال الأطلس ،والأطلس الشرقي الكبير وقفنا على العديد من المنشآت والمنجزات التي دشنها جلالته ،والتي تعتبر حقيقة منهجا يجب على الحكومة والجماعات المحلية والقروية الاقتداء بها ومواصلة العمل على تحقيق النمو بها لتصبح في مستوى ما يتطلع اليه المواطنين ،وفي مستوى مايتطلع اليه زائريها.

موقع “معاريف بريس” انتقل لانجاز تحقيق ميداني على ضوء ما تعانيه ساكنة الأطلس الشرقي حيث زارت زايدة ،ومونية،وتونفيت ،وأنفكو ،واملشيل ،وسيدي يحيى أوسعد،واغبالة ،وهي مناطق التي تعيش عدة اختلالات على مستوى التسيير والتدبير المحلي ،رغم ما رصد للمنطقة من غلاف مالي لتنميتها ،والتي قد يكون للموضوع أمور أخرى مرتبطة بمافيات الغابة التي تقتلع الأشجار لتحقق الربح الكثير وتترك ساكنتها تعيش تحت وطأة الفقر ،والبرد القارس مما ينجم عنه مشاكل اجتماعية وانسانية في الغالب تؤدي الى هلاك الأطفال ،ويحدث ضررا للشيوخ والعجزة ،والمرأة بوجه خاص التي في الغالب تقوم بأشغال البيت خارج محيط الدار السكنية التي تقطن بها ك”التصبين” والذي يتطلب منها جهدا وسط جبال من الثلوج والطقس القارس.

وإضافة الى معاناة السكن هناك جماعات قامت بتسكين ان لم نقل تخدير الساكنة بمشاريع على لوحات اشهارية لا تحتوي على تاريخ ولا نهاية الأشغال مثل التطهير السائل لمركز تونفيت وهي المنطقة الغنية بمنتوجها الطبيعي ما اصطلح عليه الذهب الأخضر “الأشجار” ،وكدليل على عرقلة الأشغال من طرف ممثلي الأحزاب السياسية الذين يربطون مستقبل المنطقة بمستقبلهم الانتخابي هي الاستقالة الجماعية التي قدمها أعضاء جماعة كروشن وبتدخل السلطات وبعد فتح حوار وعقد اجتماعات ثم العدول عن الاستقالة ،والأدهى من ذلك فالحصول على بعض الوثائق الادارية تتطلب المرور من طرقات الموت حيث من يريد االسفر من تينفوت الى أنفكو لاجل الحصول على شهادة الميلاد قد يأتي بشهادة الوفاة لوعرة الطرقات التي وصفها الدركي اليعوبي الذي استوقفنا واستضافنا بمركز الدرك بتونفيت لما يقارب 15 دقيقة بالطرق المميتة ،وما أثار استغرابنا هو القائد الذي يتجول بكاط كاط “شريف زمانه” ودخل الى مكتب الدركي وألقى نظرة علينا ثم غادر كأنه “بيكبوس” قاطع أنفاس والزوار بالمنطقة “الله يهديك “.

وفي سياق ذلك ،بالاضافة الى سوء التسيير والتدبير المحلي والإداري وانشغالات المسؤولين بابتزاز الجزارين في الأسواق الأسبوعية ،نجد المديرية الاقليمية للتجهيز والنقل بخنيفرة تضع لوحة اشهارية للبرنامج الوطني الثاني للطرق القروية باقليم ميدلت والذي تبلغ عدد ساكنته 5000 مواطن وعدد الدواوير 8 ،وهناك مشروع تهيئة الطريق الرابطة بين تاكوديت وتعرعارت على طول 24.3 كلم مكتوب في اللوحة الاشهارية لتسريع وثيرة فك العزلة وتنمية الوسط القروي ،وهو مشروع لا يحمل تاريخ ونهاية الاشغال ولا اسم المقاولة التي تسهر على انجازه ولا اسم المهندس ولا تكلفته .

وعلى امتداد 2676 بأعلى الجبل التقينا بأنمري رابحة وحميد وفاطمة حيث استوقفنا للدردشة معهم وهو يقودون بغال يستعملوهم لحاجياتهم ولتنقلاتهم في حالة شادة وعيونهم كلها أمل للقاء الغريب للحديث عن معاناتهم ومرارة حياتهم والمخاطر التي قد تعترضهم،وكانتا الفتاتين تتحدثان عن مشكل التنقل لزيارة والدهم الذي يوجد رهم الاعتقال بميدلت لقضية لها ارتباط بنزاع مع مستشار جماعي.

ومن هناك انتقلنا الى تيميشا على علو 2409 حيث لاحظنا لوحة اشهارية لمشروع بناء مدرسة تكلفتها  9262544  وهي ميزانية صودق عليها سنة 2008 والتي حدد تاريخ انجازها في 12 أشهر بإمكانها استيعاب 238 تلميذ ،و100 تلميذة.

وهناك الكثير من الصور الاشهارية والمسكنات والبطل فيها حكومة وجماعات محلية ومنها على الخصوص وزارة التجهيز والنقل التي لم تلي أي عناية لممرات حتى لا نقول طرقات الموت ،اضافة الى الصحة ،والسياحة حيث أن المنطقة تستوفي جميع شروط النهوض بالسياحة الجبلية ،والتي قد تستوعب شباب وشابات المنطقة ،وقد تجعل منها منطقة عالمية لتسلق الجبال.

اذا،هناك خلاصة غياب سياسة حكومية في العالم القروي ،وغياب رؤية شمولية للحد من مظاهر الاقصاء والتهميش ،اضافة أن المنتخبين المحليين بحاجة الى دورات تكوينية لاطلاعهم على دورهم النبيل في التنمية المحلية ،ودورات تكوينية للسلطات المحلية لكي لا تتغلب المقاربة الأمنية على التنمية ،وغياب مخطط تنموي للعاملة المكلفة بالتنمية البشرية بوزارة الداخلية التي قد تكون أخفقت في أداء مهمتها في تدبير الأولويات خاصة وأن المشاكل التي تعترض ساكنة الأطلس الشرقي الكبير مرتبطة بسوء فهم السلطات المحلية والمنتخبة وبسوء التسيير والتدبير.

فهل من دراسات استراتيجية مستديمة لإنقاذ ما يمكن انقاده خاصة في القطاعات المستعجلة الصحة ،والطرقات ،والتعليم ،والتحقيق في المشاريع التي لم ترى النور الى حينه رغم تدشينها من طرف السلطات العليا.

معاريف بريس

فتح الله الرفاعي

www.maarifpress.com

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads