صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

حقيقة الحملة القذرة على اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالمغرب




منذ شهر تقريبا وجدت نفسي و عدد من إخواني ، و دون سابق إنذار ، هدفا لسهام بعض المنابر الإعلامية المأجورة ناهيك عن الاستنطاقات غير المبررة ، و كم أدركت منذ أول مقال أشار إلي بالإسم و الصورة أنهم جادون في إلحاق الأذى بي و بعدد من المنتسبين للمنهج السلفي القويم فضلا عن عمل اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين و التي أتشرف بالانتساب إليها .
بدهي أنه ليس من شيم النبلاء أن تشهر بمن يخالفك الرأي أو الفكر و لكن الذي يتخذ من الأساليب القذرة وسيلة لإخراس صوتك قد أسفر عن وجهه و أعلنها صراحة أنه من زمرة السفلة لا النبلاء .
فبعد الحملة الشرسة التي شنتها مجموعة من الجرائد الصفراء على حملة المنهج السلفي عموما أقدمت جرائد بعينها على الإشارة إلى إسمي في صفحاتها الأولى مقرونا بأبشع النعوت ، فطلاقي عندهم فضيحة جنسية ، و تقدمي كبقية خلق الله لخطبة إحدى الأخوات عشق و تصابي ، واختلافي في الرأي مع غيري ممن تجمعني بهم صلات الود و الاحترام صراع حول الزعامة و الرياسة و المال ……..
لن أقف عند كل فرية مما يطلقه هؤلاء المأجورون لأرد عليها لأن رائحة الحقد و الكراهية تفوح من كل كلمة تخطها أناملهم و هي وحدها كفيلة بكشف زيف ما يدعونه ، و لأن وقت العباد ثمين حرصت على ألا أهدره في خوض سجال عقيم مثل هذا الذي يحاول بعض المرتزقة جرنا إليه ، و في هذا الصدد أود لفت انتباه القراء الكرام إلى أصل الحملة على أعضاء اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين فهذا ما يهم أما الزواج و الطلاق و الخطبة فكان حريا بأولئك أن يضربوا صفحا عن إضاعة الوقت فيه مادام أمرا مشروعا تكفله قوانين الأرض و السماء.
و من الغريب أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء النبش في قضايا الفساد و العلاقات المحرمة بل إنك لا تكاد تجد عددا من أعداد جرائدهم يخلو من دعوة للرذيلة و الفجور حتى أنهم خصصوا زوايا ثابتة لكتاب ممن أطلقوا عليهم زورا كتابا للرأي ينفثون فيها سمومهم و دعواتهم لإحلال قيم الإباحية و الانحلال في المجتمع المغربي المسلم رغم أنوفهم ، و خصصوا زوايا أخرى لنشر صور العري لتسويق جرائدهم المفلسة قيميا . فهل يعقل أن يقف أمثال هؤلاء على ثغور الفضيلة لحراستها ؟ 
إن سبب الهجمة القذرة على اللجنة المشتركة و أعضائها أن اللجنة قد أسمعت صوتها لمن أريد لهم أن يسمعوا صوتا واحدا منذ 16 ماي 2003 ، و هو صوت الإقصائيين الاستئصاليين ، و على قدر ما آلمهم صوت هذه اللجنة المباركة الذي علا في كل ربوع المغرب بل و حتى خارج المغرب منددا بالظلم و الطغيان ، على قدر انخراطهم المسعور في الحرب عليها.
و الذي ينبغي أن نشير إليه في هذا المقام هو أن اللجنة المشتركة إضافة إلى باقي الأطياف الحقوقية المكونة للنسيج الحقوقي المغربي أماطت اللثام عن حقيقة الممارسات المشينة التي يتعرض لها مجموعة من أبناء الشعب المغربي داخل السجون و كشفت أيضا مزاعم الساسة و كبار المسؤولين الذين ما فتئوا يسوقون لصورة الدولة التي ترعى قيم حقوق الإنسان و كرامته.
لقد كانت اللجنة المشتركة سباقة إلى تسليط الضوء على نزيف جرح غائر في كرامة هذه الأمة ، لقد أرادوا لهذا النزيف أن يستمر ، و كان من واجبنا وواجب كل مسلم غيور على بلده أن يقول كفى نزيفا و لو دفع في سبيل مقولته ماله و حريته و حياته ، و كنا قد واعدنا إخواننا الذين خلفناهم في المعتقلات الرهيبة أننا لا نسلمهم و لا نخذلهم و نحن على العهد باقون بإذن الله ، و قناعتنا كانت راسخة و لاتزال بأن ثمن الحرية باهظ و سنبذله حبا و كرامة ليعانق إخواننا حريتهم مجددا .
لقد ضيقوا على إخواننا في أرزاقهم و لن أبوح بسر إذا قلت أن من إخواننا من تعرض لمحاولات دنيئة للتصفية الجسدية ، فلا و الله لا يزحزحنا عن مواضعنا قيد أنملة أن يشهروا بنا بل يسوؤنا كل الإساءة أن يمتدحنا دعاة الرذيلة هؤلاء.
لقد اخترنا في اللجنة المشتركة أن نقف منذ البداية في صف المظلومين الذين لا يطبل و لا يزمر لهم أحد ، أولئك الذين تحاشت الكثير من وسائل الإعلام أن تشير إلى ما يعانونه و لو تلميحا ، و هنا أرفع عقيرتي بالصراخ في وجه كل من يسيء إلى خطنا النضالي فأقول : أين كنتم منذ عقد من الزمن حين كان الجلادون يعيثون في أرض المغرب الطاهرة فسادا ؟ ألم يحكموا باليتم على آلاف الأطفال و آباؤهم على قيد الحياة ؟ ألم يرملوا آلاف النساء و أزواجهن أحياء يرزقون ؟ ألم يحرموا آلاف الآباء و الأمهات من دفء أبنائهم دون جريرة و لا ذنب ؟؟ أين كنتم يا حراس الفضيلة حين انتهكت أعراض إخواننا و سلخت جلودهم ؟ أين كنتم حين عقدوا المحاكمات الصورية و وزعوا آلاف السنين من السجن على أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم آمنوا بربهم ؟؟؟ 
لقد شاءت جهات يعرفها القاصي و الداني أن يسيطر الدهم على خطاب الإعلامين و الحقوقيين و فعاليات المجتمع المدني في الوقت الذي يعيش فيه المغاربة في ظل واقع مرير يكتوي البسطاء بلظاه صباح مساء ، فكان من البدهي أن يبدو كل صوت مبدد لهذا الدهم نشازا… فقبل أيام قليلة صدم المغاربة بفحوى تصريح للمقرر الأممي الخاص بالتعذيب و الذي أكد أن التعذيب سياسة ممنهجة تنتهجها الدولة المغربية ضد المعتقلين ضحايا قانون الإرهاب .. و الحق أن سبب الصدمة لا يعود إلى فظاعة ما كشفه خوان مانديز بقدر ما يعود إلى إحساس المغاربة بأنهم مخدوعون إلى أبعد الحدود …. و ستصل الصدمة مداها بفشل المغرب في الحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في حين نجحت دول كإثيوبيا و كينيا في الحصول عليه .. هذه حقيقتان مرتان يا مرتزقة الإعلام ، نحن أسوأ حالا من إثيوبيا و كينيا و لكنكم فضلتم التعتيم على هذه الحقيقة البشعة . تريدون إلهاء الناس بفضائح لا وجود لها إلا في خيالكم المريض و أما الفضائح الحقيقية فاتضح أنكم أبعد ما يكون عن كشفها ما دام من توابع الخوض فيها أداء ضريبة باهظة هي مهر الحرية التي ينشدها كل شريف في هذا البلد العزيز ، و من تلكم الفضائح أيضا إقرار الأمم المتحدة بتعرض المعتقل الإسلامي محمد حاجب للتعذيب أثناء استنطاقه و مطالبتها بالإفراج الفوري عنه و تعويضه عن المدة التي قضاها في سجون الذل و العار ظلما و عدوانا و ما حالة محمد حاجب إلا واحدة من بين مئات الحالات ممن أخذت الاعترافات منهم تحت التعذيب و اعتمدت كأدلة قطعية أدينوا على إثرها بآلاف السنين …
لقد أبى مجموعة من الشباب الصادق أن يشارك في مؤامرة الصمت و آلوا على أنفسهم أن يكونوا صوتا للمستضعفين في سجون القهر ولو كلفهم ذلك حريتهم و ما اعتقال إخواننا نشطاء اللجنة المشتركة عنا ببعيد ، فنحن مستعدون لدفع الثمن و مقدمته هذه الحملة المسعورة التي تستهدفنا هذه الأيام و التي ابتدأت بالإعلام و انتقلت للاعتقال و لا نعلم لحد الساعة أين مرساها لكننا نرى فيها مقياسا لاختبار صدقنا و مضينا في طريق الحق ، فأولئك لا يستهدفون الجلادين و من يدور في فلكهم و لا يستهدفون لوبيات الفساد و ناهبي مقدرات البلاد لكنهم يستهدفون شرفاء هذه الأمة و قد وصلت رسالتهم فتبينا بحمد الله موضع أقدامنا و إنا لنبشرهم في قادم الأيام بما يسوؤهم بإذن الله … ثبات على المبدأ و تحمل لمشاق الطريق و مزيد من الفضح و الفضح ثم الفضح … حتى يمل الفضح من فضائحهم فارتقبوا إنا معكم مرتقبون …. 

www.maarifpress.com


كتبه : أنس الحلوي

 فاتح يناير 2013


تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads