صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

احتفالات رأس السنة على الطريقة المخزنية أحداث مراكش نموذجا

 

       قد تبدو من الوهلة الأولى على أن أحداث سيدي يوسف بمراكش جاءت عفوية وغير منظمة، لتلقائية المتظاهرين ولطبيعة الحيثيات المشاركة في الاحتجاجات، من نساء وشيوخ وشباب وأطفال يجمع بينهم شيء واحد، هو إحساسهم بالظلم والحكرة. غير أنه إن صحت الفرضية، وأجزمنا بعفوية المظاهرات التي عرفتها منطقة سيدي يوسف بمراكش هذه الأيام، فقطعا كان توقيتها وظرفيتها حدثا في حد ذاته، أظهرت من خلاله الساكنة مأساة فئات عريضة من الشعب المغربي، لا تمتل منطقة سيدي يوسف إلا صورة مصغرة منه.

      خرج الآلاف من الساكنة للاحتجاج على غلاء فواتير الماء والكهرباء الصادرة عن وكالة ” لاراديما” فكان جواب السلطات سريعا وبدون تعقل، حيث تدخلت بعنف ناهجة سياسة العصا الغليظة، فأرهبت وقمعت واعتقلت، عوضا عن الحوار والتجاوب الإيجابي مع المطالب المشروعة للساكنة. مما أدى إلى تطور الأوضاع وتفلتها بمنطقة سيدي يوسف ونواحيها، معلنة عن موجة عصيان وتمرد شعبي بالمنطقة، تظهر أشرطة الفيديو الملتقطة والغير الرسمية فظاعتها.

      وبعد أن تهيئة المدينة الحمراء لاستقبال عددا من رؤساء الدول ونجوم الفن والرياضة للاحتفال بمطلع السنة الميلادية الجديدة، كان للحدث ولسكان سيدي يوسف رأي آخر ورد أخر. فكان الحدث إعلان شعبي عن إلغاء زيارات الترفيه والتبذير التي يواكبها الفساد من كل جانب، وإقرار التظاهر والاحتجاج عوضا وبدلا عنه، حتى يرى العالم حقيقة الأوضاع والواقع المزري الذي تتقن وسائل الاعلام الرسمية إخفائه وإظهار مشاهد الاستثناء والأريحية التي لا يستفيد منها إلا المفسدون أنفسهم. وقد وصل الخبر ووصلت الرسالة لمن يهمه الأمر، وتفيد المعلومات على أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وزوجته قررا تغيير وجهتهم من مراكش الحمراء( بالدم طبعا) إلى الجنوب الفرنسي. وفي السياق نفسه قرر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الاحتفال في موطنه بعد أن سبق وعزم على الاحتفال بمدينة مراكش.

      أحداث سيدي يوسف بفظاعتها وخطورتها وعفويتها مؤشر آخر ينذر بتأزم الأوضاع بالمغرب ووصولها حافة الانفجار، والخطورة هذه المرة أكبر، لأن الشارع تقوده الجماهير الشعبية نفسها دون إطار أو مرجع سياسي يضبط حركيتها ويجنبها مزلق العنف والعنف المضاد.

 

طارق بوستا

معاريف بوستا

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads