صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

من يحمي و يتستر على ” الأشباح ” مستخدمي بلدية خريبكة ؟!!

يعرف المغرب تزايد عدد العاطلين عن العمل من خريجي المعاهد و الجامعات و الكليات و مدارس التكوين، كما يعرف عدة خطابات من جميع الجهات الحكومية و الحزبية و الجمعوية و النقابية تدعو إلى تخليق الحياة العامة بالإدارات و المؤسسات العمومية و محاربة الفساد بجميع أشكاله، لكن هذه الشعارات تبقى صورية و ذرا للرماد في الأعين، وتبقى أيضا خطابات للإستهلاك سارية المفعول مع مرور الزمن .

 

ببلدية خريبكة، لا زالت ظاهرة المستخدمين ” الأشباح ” موجودة، حيث أنهم يتقاظون أجورهم من مالية البلدية و يستفيدون من الترقية بدون أن تطأ أرجلهم مقر البلدية، بل منهم من يقومون بأعمال حرة و يمارسون التجارة و منهم من يعيشون خارج مدينة خريبكة ولا تربطهم أي علاقة بأي عمل بالبلدية إلا توصلهم آخر كل شهر براتب عبر حسابهم البنكي، و هنا تدخل عدة اعتبارات للفوز براتب دون القيام بعمل واجب، منها القرابة العائلية مع بعض المنتخبين أو الإعتبارات السياسية و المصالح المتبادلة.

 

ورغم صدور منشور رئيس الحكومة عدد 26/2012 بتاريخ 15 نونبر 2012 لمحاصرة وضبط الموظفين ” الأشباح ” و التغيب غير المشروع الذي يحث على اتخاذ إجراءات يومية مستمرة، منها المراقبة اليومية لوقت دخول وخروج الموظفين تحت إشراف الرؤساء المباشرين، مع اعتماد كل الوسائل الممكنة، وخاصة الآليات التكنولوجية الحديثة الخاصة بذلك، وكذا وجوب إشعار المصالح المكلفة بتدبير الموارد البشرية، على كافة المستويات، بكل تغيب غير مشروع عن العمل. و رغم وجود مناشير أخرى قبله و قانون الوظيفة العمومية و ضرورة استعمال ورقة الحضور فلا شيء يذكر بما جاءت به هذه الترسانة من القوانين و النصوص على أرض الواقع، فالمستخدمون ” الأشباح ” في عطلة دائمة مؤدى عنها، في حين يوجد مستخدمون خصوصا بمكاتب تصحيح الإمضاءات تحت ضغط عدد كبير من المرتفقين للإدارة، لم تتوفر لديهم حتى بضع دقائق لإسترجاع أنفاسهم.

 

إن التستر و السكوت عن ” الأشباح ” الذين يتقاظون رواتبهم من ميزانية البلدية بدون الحضور أو القيام بأي عمل يعتبر جريمة اختلاس و تبدير لمالية البلدية على اعتبار أن لكل أجرة أجير و لكل أجير أجرة .

 

لذا يجب التصدي إلى هذه الظاهرة التي تنخر مالية البلدية و تحرم فئة عريضة من حاملي الدبلومات و الشواهد الراغبين في العمل بإعطائهم الفرصة لكسب قوتهم عوض ” الأشباح ” المتعنتين الذين يدعون أنهم محميون و فوق القانون و الذي  من المفروض أن يطبق عليهم القانون ويسري التعامل مع جميع المستخدمين بالتساوي والعدل.

 

 لمزوري المختار

معاريف بريس

www.maarifpress.com

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads