صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

مجزرة أشرف المروعة… وداع الوالد و ابنه

*محمد رضا مناني

الشهيد رحمان كان اختصاصي في الرسم البياني والتخطيط وهو كان بارع في مجال الرسم البيانيه للرسوم المتحركة (Motion Graphic) ثلاثي الابعاد  وكانت لديه خبرة جيدة في مجال التصوير ولكنه قبل كل هذه الكفاءات فهو كان انسان بمعني الكلمة ومحب للحرية، ليس فقط يحبها لنفسه فحسب وانما يريدها لشعبه للشعب الايراني ومن اجل الوصول اليها كان مستعد ببذل الغالي والنفيس، كان مرح والاصدقاء كانوا يحبونه ويمازحونه دائما.

وحين سمعت خبر استشهاد ابني الوحيد وسط اخبار عن استشهاد سائر رفاقي في مخيم اشرف وفي اللحظة خطر ببالي ان رحمان لم يرى ايران اطلاقا وغادر ايران وهو في الرابعة من عمره، غادرت ايران وهو معي من الحدود التركيه وحوالي عاما قبل ذلك استشهد احد اعمامه في عمر يناهز 20 عاما في مدينة اصفهان تحت التعذيب. وعاما بعد مغادرة لايران استشهدت جدته في عمر يناهز الـ 45 عاما تحت التعذيب ايضا. وفي عام  1987 اعتقل عمه الاخير واعدم في الـ 23 من عمره بسبب ارتباطه معنا.

ارسلنا رحمان مقدمة الى الدنمارك مكث لعدة سنين ودرس هناك وكان يراسلني دائما وكنت اتابع احواله عن طريق الاصدقاء والاقرباء، كان انيس بين اصدقائه وزملائه في المدرسة ويحب كرة القدم كثيرا وكان من مشجعي البارشا وكذلك مولع بالقرائه والدراسة ويخصص لها معظم وقته، غادر الدنمارك بعد سنوات وذهب الى المانيا وواصل دراسته هناك لانه كان عنده لجوء سياسي من المانيا.

وحين رجع الى اشرف كان شابا وسيما رشيدا في الـ 18 من عمره لم انسى اللحظة التي واجهته بعد ما تعانقنا طويلا وتبادلنا التحيات سئلته لماذا جئت الى هنا؟ هل كان ينقصك شيئا؟

ورد علي مبتسما: «جئت من اجل الحرية ومن اجل ايران ديمقراطية» سئلته وهل لم تجد الحرية في آلمانيا؟!قال: «تلك الحرية لا تعني الشعب الايراني» قلت له «ولكن الطريق طويل وصعب جدا» رد علي قائلا: «اعرف، ان الحرية لم تعطى، بل تؤخذ».

واليوم حين اشاهد مقاطع وصور تاتي من اشرف وارى جثته المضرجة بالدمائه ينتابني الالم والحزن كأب يفقد ابنه الوحيد ويفقد العضوالاخير المتبقى من عائلته ولكنني اشعر بانني في غمرة الفخر والاعتزاز ايضا، لانه كثير من الشبان الايرانيين فقدوا حياتهم بين دواليب نظاما رجعيا فاسد دون ما يعرفوا السبب. وكثير من الرجال والنساء الابرياء وقعوا في السجون وفقدوا حياتهم في غياهب السجون تحت ابشع انواع التعذيب وكثير من الاباء والامهات احترقت قلوبهم في فراق ابنائهم ولم يسمع احدا نحيبهم وصوت استغاثتهم. ضحى ابني رحمان بشبابه وحياته من اجل غدا افضل لشعبه المكبل ومن اجل بلده وانا فخور جدا به واعتزبه كثيرا كما اعتز باخواني واخواتي شهداء اشرف والايرانيين الابطال لصمودهم  ووقوفهم بوجه النظام الديكتاتوري الغاشم الحاكم في ايران. والنصر آت انشاء الله.

وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ.

 

www.maarifpress.com

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads