صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

ما الفرق بين المجاهد محمد بوستة و الأخ عبد الإله بنكيران ؟

 

عرف المغرب طيلة سنتين عراكا سياسيا و صراعات صغيرة هامشية عطلت المحرك الاقتصادي و كادت تؤدي بالبلاد إلى السكتة القلبية لولا المبادرة الملكية و التضامن الذي أبدته دول الخليج التي مدت المغرب ب 5  ملايير دولار و أنقذت اقتصاد المغرب من الانهيار و بالتالي تجنب الاحتقان الاجتماعي الذي لو كان قد اشتد لوصل الوضع إلى مرحلة الخطورة و الأزمة الخانقة.                                                   

الآن و بعد شهور من الفراغ الحكومي و الاستبداد بالقرار من طرف حزب العدالة و التنمية في شخص رئيس الحكومة و تجلى ذلك في الزيادات التي حصلت خاصة في أسعار البنزين ، يعرف المغرب خروج حكومة جديدة إلى الوجود مع احتفاظها بأكثر من نصف وزرائها ،و هي حكومة خرجت وزاغت عن دستور يوليوز 2011 حيث ربع وزرائها تكنوقراط ولا ينتمون لأي حزب سياسي ، أي أنهم بعيدون عن مراقبة أحزاب الأغلبية و لن يتم مساءلة الأحزاب عنهم  عند الانتخابات البرلمانية المقبلة ، و إذا عدنا للماضي نجد كيف لرجل دولة عنيد اسمه المجاهد محمد بوستة كان حينذاك أمين عام حزب الاستقلال لم يقبل سنة 1993 بأي وزير سيادة بما فيه الصدر الأعظم الوزير الداهية ادريس البصري، و فضل الحفاظ على قوة حزب الاستقلال و سموه و العفاف و التخلي عن الكراسي التي تؤدي بأصحابها إلى حرق كل أوراقهم السياسية إذا لم يتشبتوا بالعروة الوثقى ألا وهي الإخلاص للوطن و خدمة المصلحة العليا للبلاد و العباد دون تقديم تنازلات مذلة .                                                                                            

الغريب بعد 20 سنة نجد السيد عبد الإله بنكيران يرمي بكل أوراقه و يقبل بكل شيء إلا بالتخلي عن كرسي رئاسة الحكومة ، و أكثر من ذلك ساند وزير تمرد على حزبه و تشبت به نكاية بحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الذي لم يقبل أن يكون لاعبا احتياطيا في الحكومة يقودها حزب مازال يتعلم أبجديات تسيير دواليب الدولة و يرفض قبول مشاكسة المعارضة و شراستها .                                          

و إذا عدنا لمطالب حزب الاستقلال التي كان يرددها الأمين العام لهذا الحزب حميد شباط وهي إعادة هندسة الحكومة و إدخال كفاءات جديدة لإنقاذ اقتصاد المغرب ، ثم إضافة وزير أو وزيرين حسب حجم حزب الاستقلال ووزنه وثقله ، و إدخال العنصر النسوي في التركيبة الحكومية مع اعتبار التمثيلية الجهوية للمغرب ، و العمل على تحيين البرنامج الحكومي غير الواقعي من خلال مشاريع و برامج عملية كفيلة برفع نسبة النمو و عبور منطقة خطر الأزمة العالمية .                                                           

و الغريب في آخر خرجة إعلامية لرئيس الحكومة انتقد فيها حميد شباط و حمله كل ما يقع في المغرب ،   و هنا أستحضر مقولة شهيرة لمحمد بوستة رجل الدولة و الخبير بشؤون المغرب و المغاربة حين تم التزوير لصالح الاتحاد الاشتراكي  و لأحزاب أخرى خلال الانتخابات البرلمانية 1997 و تم تأديب حزب الاستقلال و تقزيمه و الدفع به من المرتبة الأولى إلى الأدنى الذي لم يقبل بادريس البصري كوزير للداخلية غير محزب ، حيث قال مادمت في المغرب فلا تستغرب، و كانت رسالته موجهة لمهندسي التزوير .         

لكن جميع المغاربة مرتاحين و مطمئنين لسبب واحد أن هناك ملك البلاد محمد السادس يقطع المغرب طولا و عرضا شمالا و جنوبا ، شرقا و غربا، لأجل الدفع بتنمية البلاد و الارتقاء بحياة المغاربة، و تحسين ظروف عيشهم بعيدا عن الملاسنات النازلة التي يتم تبادلها بين سياسيين لم يصلوا بعد إلى مستوى رجال دولة يحترمون الشعب و يفضلون مصلحة العليا للوطن على المصلحة الحزبية الضيقة.    

 

 

أحمد العمراني

معاريف بريس

www.maarifpress.com                

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads