صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

لغة الأم و حل معضلة التعليم

وأخيرا و ببالغ الأسى و الحسرة متتبعينا الكرام،نزف إليكم الخبر المؤسف التالي : لقد اكتشفنا أن سبب فشل منظومتنا التعليمية هو مشكل اللغة،نعم نعم،فاستعمال اللغة العربية كلغة للتدريس يخلق صدمة نفسية عند المتعلم،الذي تعوذ على لغة أمه منذ أن كان جنينا،ما الحل ؟ الحل هو اعتماد لغة الأم في سنوات التمدرس الابتدائية و نحذف القران الكريم في التعليم الأولي،كي يتمتع الأطفال بالحياة و الضحك و اللعب.

العملية أشبه بالانسلاخ مرتين أولاهما من جلدنا،بحذف لغة التواصل التي تربطنا بالعالم العربي خاصة و العالم عامة،من سنوات التمدرس في الابتدائي،والتي تعتبر مهد التعلم حيث ما ينقش فيها بدقة يظل راسخا لسنين أبدا،هنا يدخل المتعلم في عملية اجترار للغة الأم في البيت و المدرسة،و عندما يُسأل عما درس اليوم يجيب : قْرِينا…، هذا إن استوعب فعلا المضامين، ثم تنتشر عمليات الاجترار في كل ربوع المملكة، حيث تلتزم كل مدرسة باستعمال لغات الأمهات المحلية…فنساهم بكل بساطة في تكريس مبدأ التفكك و العزلة اللغوية، ،عندها لا يصبح للمتعلم بعد سنوات الابتدائي،لغة واضحة يستطيع استخدامها و التواصل بها،فبدل أن يتحد الكل على تسمية موحدة لعنصر ما باللغة العربية الرسمية، سنجد عدة ألقاب و غيرها من الأسماء.و هذا راجع طبعا الى التنوع الحاصل في بلدنا من حيث تعدد اللهجات،طبعا ليس عيبا بل هو إرث ثقافي نفتخر به جميعا،ولكن لن يكون في صالحنا الانغلاق على لهجاتنا،وطمس هويتنا،ثم الاختفاء بعدها من الخريطة.

ثانيهما،إزالة العمود الفقري من الجسد التعليمي،فبعد الاجترار،تبقى القيم المستمدة من الدين مؤجلة إلى وقت لاحق،من أين سيكون لنا الحق في الحديث عن انتمائنا إلى العالم الإسلامي؟، و قد حذفنا دليل الحياة الذي عجز علماء الدنيا عن تقليده أو الانتباه إلى ربع خطأ فيه،ثم متى كان الدين عائقا أمام الانبساط واللعب و اللهو عند المتعلم ؟ ألهذه الدرجة من الضروري التقليص من دور الدين في مدرسنا ؟

إن كنا فعلا نرغب في إخراج هذا القطاع من أوضاعه المزرية المزمنة،فعلينا فسح المجال أمام المختصين الذين يعلمون خبايا هذا القطاع،وأولهم المجلس الأعلى للتعليم،ثم  مختلف باقي المكونات المتتبعة للشأن،هذا من جهة،ومن جهة أخرى إن المعضلات التي سببت الفشل هي السياسة المتبعة فيه،فكل من تولى القيادة يلغي و يحذف ما سبق،في حين انه كان من الأجدر،الوقوف عند المعيقات لتجاوزها و الحفاظ على المكتسبات والبحث عن تحقيق أخرى.

 

 عمر صديق

مراسلة : عبد المجيد الترناوي

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads