صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

العدالة والتنمية تضرب المتقاعدين في مقتل

لم يكن يخطر ببال أحد أن الحكومة المغربية برآسة الأستاذ بنكيران قد تجرأ مرة أخرى في ضرب عمق التوازن المالي في المجتمع المغربي، فبعد الزيادات في المواد البترولية والمواد الاستهلاكية، بدا بنكيران وكأنه قام بعمل بطولي لم يجرأ أحد من قبله على القيام به وبلع المغاربة هذه الزيادات علما أنهم متضررون منها إلى أبعد الحدود، وترقبوا زيادات أخرى ليعلنوا عن غضبهم ولكن بنكيران أتجه هذه المرة إلى فئة تجوز فيها الصدقة وهي فئة الموظفين، حيث يتباهى في الآونة الأخيرة أنه سيقوم بإصلاح نظام التقاعد للصندوق المغربي للتقاعد، معللا ذلك بأن هذا الصندوق سيعرف نفاذ احتياطاته سنة 2021، وبالتالي فإنه مهدد بالإفلاس، وهذا الإفلاس سببه هو الفساد الإداري الذي طالما صدعنا به بنكيران وأنه جاء لمحاربة الفساد، ولكن إلى يومنا هذا لم يفعل شيئا يذكر لمحاربة الفساد وإنما دخل في رحاه واستمتع به وبالكرسي الذي يجلس عليه وهذا كله على ظهور المواطنين الغلابة، والمغلوبين على أمرهم، المهم هنا هو ما يخططه حزب بنكيران العدالة والتنمية، فالظاهر بالواضح أن إصلاح صندوق التقاعد شيئا ممتاز وعمل سيبقى حسنة لها أجرها عند الله عز وجل، ولكن في الخفاء هو ضرب في مقتل لجيوب الموظفين الذين يعيلون ثلثي الشعب المغربي فما يقوم به هذا الحزب في شخص بنكيران هو استباحة فلوس المواطنين على قلتها بكل الوسائل والطرق الميكيافلية فبعد القراءة المتأنية لمشروع الإصلاح، سنجد أن الفاسدين الذين أدوا به إلى الإفلاس سيخرجون بسلام وسيجبر الموظفين على تأدية ضريبة سوء التدبير في هذا الصندوق، لماذا؟ بسهولة وببساطة اتخذ بنكيران وحزبه اسهل الحلول وهي الرفع من الاقتطاعات وبذلك أجرة الموظف ستنقص ب 10% وليس هذا فحسب هو المأساة بل الأدهى من ذلك هو أن الموظف المسكين سينقص من معاشه في جميع الحالات حيث سيحتسب هذا المعاش لمعدل أجرة العشر سنوات الأخيرة وليس على حساب أخر أجر كما هو الحال الآن وإذا علمنا أنه في عشر سنين فإن الموظف يتحسن راتبه بمعدل ( 30%) فذلك يدل أن هذا الموظف البسيط سيعمل آخر عشر سنوات من عمره في الوظيفة العمومية ليربحها صندوق التقاعد.

وأدعوكم لمزيد من التفكير والتحليل في الأمر لتفهموا أكثر لأن عوض أن يحتسب المعاش في عدد سنين الخدمة مضروب في 2.5 سوف يحتسب هذا المعاش مضروب في 2 أي نقص 0.5 من عدد السنوات أي إذا عمل الموظف ثلاثين سنة سيكون له معاش بالطريقة القديمة 2.5×30=75% من راتبه الشهري وفي هذا الإصلاح المشئوم سيتم احتساب المعاش كالتالي 2×30=60% من راتبه الشهري مع حذف جميع التعويضات أي إذا كانت للموظف على سبيل المثال 5000 درهم كأجرة وحذف منها 2000 درهم تعويضات ستبقى له 3000 درهم التي ستطبق على 60%  إذا معاشه سيصل إلى 1800 درهم ياله من نصب واحتيال على موظف أفنى شبابه في الخدمة هكذا ستجازيننا يا بنكيران وستضيف خمس سنوات ليصل الموظف مباشرة إلى قبره دون أن يستفيد من المعاش ليبقى لصالح هذا الصندوق الذي لم نعد نثق به ولا ببنكيران ولا بحزبه.

وعوض البحث عن حلول تأخذ الحكومة كامل المسؤولية فيها وتعوض الخصاص المنهوب من طرف من حملتهم المسؤولية، لجأت إلى ” الحيط القصير” ولم تتابع من تسببوا في هذه الكارثة.

إلى متى سيبقى هذا ” الحيط القصير” يبلع المتاعب ويصبر، هذا ما يقوله بنكيران وحزبه لأن جميع قراراته لا تصب إلا ضد الشعب، ألا يريد بنكيران أن يطبق مقولة ” علي وعلى أعدائي” ليشعلها نار فتنة في بلادنا الحبيب و يجلس من بعد على تلها. كلا ان صاحب الجلالة لك بالمرصاد.

 

معاريف بريس

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads