صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

موازين…. والدم العربي يسيل

 

في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي ثورات شبابية شعبية ضد الفساد والمفسدين من الحكام المستبدين والديكتاتوريين الذين ينهبون ثروات الشعوب ويصادرون ثوراتهم بشتى أنواع الأسلحة, يستعد المغرب والذي يشكل حالة استثناء من كل ما يجري حوله كما تزعم حكومته التي لا تأبه للدم العربي والإسلامي الذي يسيل في عدة أقطار عربية.

فالمغاربة شعب يتمرغ في نعيم الديمقراطية والحرية والتوزيع العادل للثروات ولا ينقصهم شيء مما يطالب به إخوانهم الذين يتقاسمون معهم العروبة والإسلام والعادات والتقاليد.فالمواطن المغربي وبعد أن وفرت له حكومته كل حاجياته الضرورية (الشغل والسكن والتعليم والصحة … إلخ) أصبح لا ينقصه إلا المهرجانات ليحتفل ويغني ويرقص ويرقص.

 أي استهتار هذا بمشاعر المواطن المغربي؟

 أي استفزاز لكرامة ونخوة العروبة والإسلام في هذا الشعب المسلم المسالم؟

 كفى من تسويق المغرب كأنه جنة ولا ينقص شعبه إلا المهرجانات والأفراح, كفى من تبديد أموال الشعب في أشياء لا تعود بالنفع لا على البلاد ولا على العباد, فأموالنا تصرف على فنانين وفنانات أجانب في حين المبدع والفنان المغربي لا يجد حتى ثمن قرص أسبيرين إذا مرض,

ألا يكفيكم مسلسل موازين اليومي أمام البرلمان الذي يشارك فيه آلاف من حاملي الشهادات يطالبون بحقهم في الشغل؟ إذهبوا إذن إلى شارع محمد الخامس لتروا الفرق في موازين القوة بين شباب يطالبون بحقهم في الشغل وبين زرواطة أبناء الوزير الطيب.

المواطن المغربي لا يريد مهرجانات لا يريد إكراميات لا يريد منحا لا يريد عطفا لا يريد هبات لا يريد أن تذلوه بصندوق المقاصة في حين تصرف أضعاف مضاعفة مما يخصص لهذا الصندوق في الحفلات والمهرجانات دون الحديث عن الامتيازات التي تخصون بها أنفسكم زيادة على رواتبكم السمينة.

المواطن المغربي لا يهمه تحديد الحد الأدنى للأجور الذي يبقى حبرا على ورق-بقدر ما يهمه تحديد حد أعلى لها كي نعرف رواتب إخواننا من ذوي المناصب العليا سواء منهم ذووا المبادئ والأفكار والتوجهات الاشتراكية أو الليبرالية أو حتى الإسلامية الذين يروجون لمبادئ لا يطبقونها على أنفسهم.

المواطن المغربي لا يريد مهرجانات استفزازية في ظل هذه الظروف الداخلية والإقليمية والأراضي العربية مضرجة بدماء أبنائها.

المواطن المغربي لا يريد قوانين صورية للتسويق والترويج لا تساوي حتى ثمن الحبر والورق الذي تكتب عليه, المغربي يريد قانونا يطبق على الكبير قبل الصغير وعلى الغني قبل الفقير.

فالمغاربة لا يريدون موازين بل يريدون ميزانا واحدا عادلا لا ترجح إحدى كفتيه على الأخرى.

معاريف بريس


www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads