صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

المتقاعد المغربي…ليس مادة للدعاية!!!

يعرف سن التقاعد عادة في الدول التي تسيرها حكومات تحترم شعبها بالسن الذهبي لأن المتقاعد في ذلك السن يتفرغ للسفر والترويح عن نفسه بعد أن قضى سنوات في خدمة وطنه لذلك يشكل متقاعدي الدول الأجنبية نسبة كبيرة من السياح الأجانب الذين يزورون المغرب سنويا.بل إن منهم من فضل العيش هنا في مدن كمراكش وأكادير وغيرها من المدن الساحلية والسياحية.

أما المتقاعد المغربي فقد التفتت إليه حكومة عباس الفاسي من خلال الحوار الاجتماعي يوم 26 أبريل حيث تم رفع الحد الأدنى لأجر المتقاعد من ستمائة درهم إلى ألف درهم وهي خطوة تحسب لحكومة عباس الله يجازيها بخير وذلك للعمل على حل جزء من مشاكل هذا المتقاعد الذي لا يبلغ سن التقاعد غالبا إلا وهو مصاب ببعض الأمراض المزمنة (إما بسبب طبيعة العمل أو الضغط الذي يمارس عليه من قبل المشغل) والتي تتطلب علاجا وأدوية قد تتجاوز في غالب الأحيان راتبه ولا نريد الحديث هنا عن دور صندوق الضمان الاجتماعي الذي لا دور له في هذا الموضوع،والذي يعتبر شكليا وتسويقا إعلاميا في ظل الحديث عن التغطية الصحية الشاملة.

أما إذا كان هذا المتقاعد ذا صحة جيدة فهل تكفيه ألف درهم للعيش حتى بأبسط الوسائل خصوصا بعد الارتفاع المهول الذي عرفته جميع المواد الاستهلاكية الأساسية إضافة إلى الخوصصة التي طالت كل شيء فبات كل شيء يباع ويشترى حتى أصبح بعضهم يخشى أن يباع لنا الهواء الذي نتنفسه.

نحن نعيش في وطن واحد ولكن في ظروف مختلفة وهي سنة الله في خلقه إلا أن هذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون بهذه الحدة فلا يعقل أن يتقاضى متقاعد بلغ من الكبر عتيا راتبا يخصص ضعفه أو أكثر كميزانية لكلب أو قط أحدهم.

لو كنا نعيش في بلد ديمقراطي حداثي … إلى غير ذلك من المصطلحات الرنانة التي تتكرر على مسامعنا مئات المرات في اليوم فبدل أن يتم رفع أجر المتقاعد إلى ألف درهم كان الأجدر أن يتم تخفيض أجور الوزراء والنواب والمدراء العامين،وغيرهم من المسؤولين الكبار،بالإضافة إلى الامتيازات الهائلة المخولة لهم، لأن الديمقراطية التي يتشدقون بها تقتضي أن يكون الفرق بين أدنى وأعلى أجر فرقا يخول لكل من يعيش تحت سماء هذا الوطن الحبيب أن يعيش بكرامة.

ولكن للأسف ديمقراطيتنا وإصلاحاتنا كانت ومازالت صورية لا تتجاوز الصفحات التي تكتب فيها فهي تكتب بحروف من ذهب لتصدر وتسوق خارج الحدود فهي الأرقام السرية التي تفتح بها خزائن الاتحاد الأوربي والبنك الدولي وأمريكا ليستفيدوا من هبات ومساعدات وقروض لا يرى منها من خصصت له شيئا. فنحن نعيش في جنة لا يعلمها إلا الأجانب.

نورالدين المرنيسي

معاريف بريس

www.maarifpress.com

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads