صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

ليبيا وطن الخلايا النائمة التابعة للقاعدة

  إن ما حدث في ليبيا، يتلخص في أن خلايا نائمة تتبع تنظيم القاعدة تسربت عناصرها إلى ليبيا، وعندما وقعت الاحداث في تونس ومصر هيأت المناخ لها فصدرت الأوامر لهذه الخلايا بالهجوم فوراً على الثكنات العسكرية داخل مدينتي البيضاء وبنغازي ومدن أخرى فقتلت حراسها واستولت على ما بها من سلاح، ثم انتقلت إلى السجون ودخلتها وأفرجت عن المجرمين الذين كانوا بها وأعطتهم السلاح الذي استخدموه في ترهيب وترويع المواطنين ومهاجمتهم، ثم توجهت هذه العناصر إلى مراكز الشرطة، ومجمعات المحاكم فأحرقت مبانيها والملفات الموجودة بها، ووصل الأمر بهذه العصابات إلى حد أن نصبوا في عدد من المدن رشاشات فوق المساجد وأعلنوا الجهاد. ·  تمادت هذه العصابات في أعمالها فهاجمت مؤسسات الدولة واقتحمت المدن وقتلت عدداً من القانطين بها بشكل عشوائي، ومثلت بجثثهم بالحرق وتقطيع الأوصال، كما هاجمت بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع مباني الشركات وحقول وموانئ النفط ورعايا الدول الأجنبية العاملين فيها مما دفعها إلى ترحيلهم، مثلما دفع بالعديد من الدول لسحب أعضاء سفاراتها خوفاً من الهجوم عليهم من قبل هذه العصابات خاصة العاملين بسفارات الدول المسيحية الذين تعتبرهم هذه العناصر كفاراً.

استغلت مجموعة من وسائل الاعلام وبعض الفضائيات العربية والغربية هذه الأحداث لتقود حملة مغرضة ضد ليبيا واختلاق الأكاذيب وتشويه الحقائق وتأليب الرأي العام عليها، وقد نجحت في بلورة مواقف بعض الدول على نحو جاء منسجماً مع المواقف العدائية المبيته للدول الأخرى، تستهدف أمن ليبيا وسلامتها ووحدة أراضيها واستقرار شعبها والمؤسف أن عدداً من المنظمات الدولية والاقليمية تأثرت هي الأخرى بما بثته وسائل الاعلام من تقارير وأخبار تم اعدادها في حجرات البث الخاصة بها خارج ليبيا وبعيداً عن أرض الواقع.   لقد صورت وسائل الاعلام إن ما يجري في ليبيا يرقى إلى جرائم ضد الانسانية فما كان من مجلس حقوق الانسان إلا التداعي إلى جلسة اتخذ خلالها قراراً يوصي بتعليق عضوية الجماهيرية العظمى في هذا المجلس ليس له من سند أو مبرر إلا على ما تناقلته القنوات الفضائية دون أن يتكلف عناء تثبت الوقائع أو تكليف لجنة لتقصي الحقائق الأمر الذي يعتبر سابقاً غير معهوداً تفتقر لأدنى درجات المنطق والعدالة والحياة.

  كما إن التقارير الاعلامية والأخبار المغلوطة التي بثتها الفضائيات روجت لقصف مدنيين من الجو واستخدام الطيران لدرع المتمردين في تحريف وتشويه معتم للطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة في مهام محددة ولأهداف معينة ودقيقة هي قصف مخازن الأسلحة والذخيرة – البعيدة عن المناطق السكنية – لاتلافها تفادياً للاستيلاء عليها واستخدامها لنشر الدمار وتصعيد العنف وتوسيع دائرة الاجرام. كما روج عدد من الفضائيات لأكذوبة وجود مرتزقة أفارقة يقومون بالعدوان على المدنيين في محاولة لزرع الفتنة بين الليبيين وأشقائهم الأفارقة وقد أثبتت وسائل الاعلام الليبية عدم صحة هذه التهم باشرطة مرئية تناقلتها عنها وسائل الاعلام المختلفة بإثبات إنهم ليبيون من ذوي البشرة السمراء. 

هذه الأخبار المغلوطة والمشوهة سرعان تلاقفتها منظمات اقليمية منها جامعة الدول العربية التي أصدرت قراراً جاء فيه: إنه استند إلى أخبار وكالات الأنباء وعلق مجلسها بموجب هذا القرار مشاركة الوفود الليبية في الاجتماعات التي تعقدها أجهزتها في قرار لم تشهده الجامعة منذ إنشائها عام 1945، ثم ألحقته بقرار آخر تدعو فيه مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي مستنتجة فقدان السلطات الليبية لشرعيته. وفي هذا السياق أصدرت منظمة المؤتمر الإسلامي بياناً عبرت فيه عن دعمها للمطالب المتعلقة بإقامة منطقة لحظر الطيران فوق الأراضي الليبية.

  لقد أقدم مجلس الأمن الدولي على إصدار القرار 1970 (2011) الذي تضمن جملة من الإجراءات التعسفية ضد لييبيا وفي وقت قياسي، وهنا تبرز أسئلة كثيرة أهمها لماذا تصرف المجلس مع الأحداث الليبية على نحو مخالف لأحكام الميثاق؟ ولماذا لم يتصرف وفقاً لأحكام الفصلين السادس أو الثامن لأن القضية أفريقية يجب أن يتولاها الاتحاد الأفريقي؟ ولماذا يصدر قراره تحت الفصل السابع بناءاً على تقارير اعلامية وفي تجاهل متعمد لما قبلته السلطات الليبية في الحال وهو ارسال لجنة لتقصي الحقائق على أرض الواقع؟، استجابة للقرار الصادر عن مجلس حقوق الانسان في 25/02/2011، والقرار الصادر عن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بتاريخ 23/02/2011. 

وفي إطار الأسئلة المثارة لماذا عوملت ليبيا هذه المعاملة الأمر الذي لم يحصل مع دول أخرى واجهت مشاكل داخلية ومنها العديد من الدول التي اشتبكت جيوشها مع عصابات مسلحة وتمردات عسكرية؟ ولماذا لم يتخذ مجلس الأمن قرارات ضد الحلف الأطلسي في قتاله مع المسلحين في أفغانستان وباكستان؟ ولماذا لم تعاقب أمريكا عندما غزت طياراتها مدينة الفلوجة العراقية ودمرت إماراتها ومساجدها قائلة إن الزرقاوي يتحصن فيها ولا يقال إن للسلطات الليبية الحق في التصدي للعصابات الارهابية المسلحة؟ ولماذا يتم التعامل بسياسة معايير مزدوجة عندما يقال من حق الدبابات والطائرات الإسرائيلية قصف قطاع غزة وتدمير ورشها ومساجدها لأن هناك مسلحين مختبئين في هذه الأماكن؟.

     إن السياق ذاته اتبع عندما ضربت دول برلماناتها بالدبابات ولم يتحرك مجلس الأمن، وعندما قاتلت دول مجموعات تريد الانفصال والعالم قال عندها الحق، وعندما حاربت دول مجموعات متمردة وتحمل السلاح والجميع قال من حق هذه الدول أن تستخدم القوة والجيش ضدهم. إن دولاً لا تزال تقاتل متمردين مسلحين فيها والعالم يؤيدها ويقول إن هؤلاء متمردون يجب ملاحقتهم، أمريكا والدول الغربية تدعم كل الدول التي تواجه تمرداً مسلحاً وعصابات منظمة فلماذ تعاقب الدولة الليبية التي من حقها بموجب كافة المواثيق والأعراف الدولية صد هذه المجموعات المسلحة التي تهدد سيادة الدولة ووحدة وسلامة أراضيها وأرواح مواطنيها.

     إن ما حدث في ليبيا ليس مظاهرات سلمية فمطالب الليبيين يناقشونها ويقررون ما يرونه بشأنها في مؤتمراتهم الشعبي الأساسية، والحقيقة أن ما حصل هو مؤامرة خارجية نسجت خيوطها سلفاً تنفذها عصابات مسلحة كانت نائمة بالتواطؤ مع دول بعينها تتآمر على استقلال ليبيا ووحدة أراضيها والتخطيط للاستيلاء على ثرواتها النفطية،، وتنفيذاً لهذا المخطط أعلن عدد من هذه الدول فقدان النظام الليبي لشرعيته وحرضت، ولا تزال تحرض، المجتمع الدولي لاتخاذ نفس الموقف من خلال الاتصال المتكرر والضغط على البعثات الدبلوماسية في الخارج بهدف جر الدبلوماسيين الليبيين للاستقالة من مناصبهم. ثم التدخل السافر في الشؤون الداخلية الليبية بإقامته صلات مع قادة تلك العصابات تراوحت بين الاعتراف الكامل بها وبين اعتبارها محاوراً أساسياً مقبولاً علاوة على انتهاك السيادة الليبية من قبل طائرات تلك الدول التي حلقت في الأجواء الليبية وهبطت في أراضيها دون إذن مسبق من السلطات المختصة. 

رغم كل ما حصل فقد كررت السلطات الليبية نداءاتها للعصابات المسلحة لوقف أعمال العنف وتسليم أسلحتها للاستفادة من العفو العام وللأسف فإن هذه العصابات لم تستجب واستمرت في مهاجمة مؤسسات الدولة ومراكز الشرطة والمعسكرات بهدف الحصول على المزيد من الأسلحة لمواصلة إرهابها. وفي الحالة الراهنة هل ستوقف تلك العصابات هجماتها على القوات المسلحة إذا ما أوقفت عملياتها الدفاعية؟ وهل تقف الدولة موقف المتفرج حيال الانفلات الأمني في المناطق التي تسيطر عليها هذه العصابات؟

معاريف بريس

www.maarifpress.com

     

    تعليقات الزوار
    Loading...
    footer ads

    footer ads