تطرقت جريدة “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية الى تحليل عميق وواقعي للأحداث المتواصلة التي من شأنها خلقت تصدعا في العلاقات المغربية الفرنسية ،والتي ترى الجريدة أنه عمل منظم يرأسه الأمير مولاي هشام الذي درس خطة محكمة باستعماله أصحاب سوابق ومحتالين ومتاجرين في الدمم بمظلة اعلاميين ،أوصحافيين.
وبداية هذه الأزمة قرار القاضية الفرنسية “صابين خوريس ” بمحكمة نانتير ،التي أمرت بالاعتداء على محل اقامة السفير المغربي المعتمد بفرنسا لأجل توجيه استدعاء للسيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا “دي س تي” والذي لم يكن حينها متواجدا فوق التراب الفرنسي.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سارع للاعتذار للملك ،ومانويل فال ،ولورون فابيوس بدورها اعترفا بخرق اتفاقية فيينا ،وهو ما جعل الناطق الرسمي” كي دورساي” رومان نضال المطالبة بالتحقيق في هذه القضية التي أزعجت الدولتين ،ونظرا للعديد من الوقفات الاحتجاجية والسلمية التي نظمها مغاربة العالم بفرنسا سارعت الرباط تعليق الاتفاقيات القضائية التي تربطها بفرنسا.
أزمة ديبلوماسية كارثية بين البلدين
القضية أخذت أبعادا خطيرة في الصحافة المغربية ،لعدم احترام العدالة الفرنسية القنوات الديبلوماسية ،وهي الأبعاد التي تطرقت اليها الصحافة الدولية لأن الاتهامات الموجهة لمسؤول مغربي يحارب الارهاب كيفما كان شكله شهدت الشكاية الموجهة ضده تحركا غير مسبوقا من دون التحقق من نوعية الجرائم أو السوابق التي اقترفها المشتكين على التراب المغربي أو الفرنسي في الاتجار في المخدرات ،أو تبديد أموال شركات.
وتساءل محلل “لونوفيل أوبسيرفاتور” عن الطريقة التي استعملها هؤلاء لاستمالة أو الايقاع بقاضية لها صيت نظرت في ملفات “كراشي وبيتنكور” علما أنهم معروفون لذى السلطات الأمنية الفرنسية ومع ذلك صنعوا أزمة ثقة بين المغرب وفرنسا؟.
ويضيف المحلل الفرنسي “بينوا ألفوند” في الجريدة الفرنسية “لونوفيل أو بسيرفاتور” وراء هؤلاء المشتكين حسب تحقيقات صحافية فرنسية كذلك هناك مصالح سياسية معقدة من الصعب على غير المتتبعين للشؤون الفرنسية المغربية فهمها.
ويضيف المحلل الفرنسي ،بعد بروز قضية الدعوة القضائية ،وشهدت دعم جمعيات حقوقية بفرنسا ،أقدم ابن عم الملك الأمير مولاي هشام بطباعة كتاب “أتو بيوغرافيك”بدار النشر “كراسيت”هذا الكتاب الذي موله مولاي هشام أحد أفراد الأسرة الشريفة ،والذي ما يقارب من 15 سنة وهو يحاول اقناع الرأي العام الأوروبي أنه أحق بالعرش العلوي ،وهذه الحملات التي يقوم بها ضد مؤسسات الدولة المغربية لم تجد الا بضعة أشخاص أعلنوا أنهم معارضين للنظام ووجدوا أنفسهم في الربيع العربي الذي مر عليهم كحمى في نار من رماد.
هذا الكتاب يضيف – المحلل الفرنسي- يوم صدوره أعلن انهزامه وفشله ،وفجأة اختفى من دون ذكرى تذكر ،ولم يمس المغرب الذي خرج منتصرا في الحراك العربي ،وتفادى ما سقطت فيه دولا عربية.
عساكر الظل للأمير المنبوذ
الأمير مولاي هشام يقول – المحلل الفرنسي – اختار المنفى الاحتياري بالولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يقارب العشر سنوات ،لم يحقق طموحه ،بل حقق معاش من ذهب بكاليفورنيا حيث نسج علاقات ولوبي مع الصحافة الأنغلوساكسون ،ومراسلي جرائد نيويورك تايمز ،وواشنطن بوست،وأسس علاقات مع الصحافة الجزائرية التي لها علاقات مع جمعيات المجتمع المدني الفرنسية من على وجه الخصوص ما تسمى بجمعية المسيح للدفاع عن حقوق الانسان المعروفة بعلاقاتها مع أعداء الوحدة الترابية ودعمها للبوليساريو ،والتي كانت تعد ملفات ملفقة حول حقوق الانسان في الحرب الباردة .
في هذا السياق ثم استقطاب الصحافيين المغاربة الذين انساقوا وراء أطروحا “الأمير باني” مثلما يريد أن يلقب ،وهؤلاء أعطوا مصداقية لمن يدعون أنهم تعرضوا للتعذيب ،وفي هذا السياق اقتنعت القاضية الفرنسية بالشكاية المزعومة ضد المسؤول المغربي عن محاربة الارهاب ،مولاي هشام له رصيد مالي ضخم استغله في شراء مساحات من أعمدة الصحف الدولية والجرائد الاليكترونية ،والمواقع الاجتماعية مما أثر على القضية وأثر على القاضية التي حركت الشكاية.
واعتمد الأمير على امضاءات شبكة من الصحافيين منهم رضى بنشمسي المدير السابق لمجلة تيل كيل الذي غير بندقيته من الكتف الى الكتف ليتحول الى مدافع عن مصالح استثنائية ،وهو الذي خصص للأمير العديد من المقالات والعروض ،لدرجة أصبح عبدا بمنحه فرصة الكتابة في “كتابه الأمير باني” .
وبنشمسي قرر مغادرة المغرب بعد بيعه لأسهمه في مجلة تيل كيل ،ونزل بستارفورد بدعوة من ولي نعمته الذي خصص له الدراسة بمركز بحوث منزلية ،وهي حياة جنة ملغومة ملفوفة بثوب المؤامرة ،ويدير من المنزل موقعا “فري أراب فينونسي “مع عناصره المعارضة من المغاربة ،وهو موقع تموله جماعات اسلامية كان موضوع بحث سري ودقيق من طرف السلطات الأمريكية ،ومن هناك سلمه الأمير مولاي هشام مذكرة علاقاته بالجمعيات الفرنسية و الجزائرية .
واستعان الأمير مولاي هشام العلوي يقول – المحلل الفرنسي- بجناح آخر وهذه المرة بو بكر الجامعي المدير السابق لجريدة “لوجورنال” وهي الجريدة التي كانت في نهاية التسعينيات ينشر فيها المعارضين المغاربة بدون استثناء بما فيهم السلفيين والإسلاميين،ووضع المفاتيح بعدما تلاعب بمستحقات الصحافيين والعاملين ولم يؤدوي لهم مستحقات الضمان الاجتماعي ،والجامعي معروف بعلاقاته مع نخبة من الأمريكيين ،والذين استمالهم لخدمة مشروع الأمير ،وكان على شك اعداد موقع ناطق باسم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ،واليوم مع سخاء الأمير وجد له جنوب فرنسا مقرا للاستقرار والدراسة بجامعة أمريكية تمول من دول المشرق.
ويأتي “الاسبانو فيل” حسين الجدوبي الذي يعتبر الأول مستفيد من الدعم المالي الذي يعرضه عليه الأمير مولاي هشام لتلبية رغباته ،حيث دهب هذا الأخير الى أبعد الحدود بالدعوة الى جمهورية بالمغرب ،وهي الدعوة تدخل في أجوندا الأمير لكنها وجدت معارضة قوية للنخب المغربية والمغاربة والصحافة الوطنية.
فريق انتحاري في خدمة الأمير باني
جيش الظل للأمير مولاي هشام يقول – المحلل الفرنسي- أقوال الجامعي فريديريك روفيلوا المتخصص في شؤون المغرب لا تختصر في أراء جماعة الأمير باني ،هذه الجماعة لا تختلف آراءها وفكرها وممارستها عن المسمى محمد تصيلا النقابي سابقا حامل الحقيبة المالية للنظام السوري منشط حركة الجمهوريين المعارضين المغاربة ،وعشرات من السلفيين المعارضين المغاربة المقيمين بشمال ايطاليا .
ويضيف المحلل الفرنسي نجد مصطفى أديب ضابط الجوي سابقا المحكوم بسنتين سجنا نافذة سنة 2000 لعدم احترامه الضوابط العسكرية واتهامه لمسؤوليه العسكريين الكبار ،كان أمله أن يذهب الى فرنسا ليعلن أنه معارضا وذلك كله بأمر الأمير مولاي هشام العلوي .
هذه المعطيات يقول المحلل الفرنسي في جريدة “لونوفيل أوبسيرفاتور”واشتغال هذه العناصر الانتحارية في المواقع الاجتماعية جعلت القاضية “خيريس” تقتنع أن هناك تعذيبا بعدما حركت جهات زكرياء المومني الذي التحق مؤخرا بدائرة الأمير ليملي عليه ما يجب القيام به ،ونصحه بما يجب قوله للقضاء الفرنسي حتى تكون الصورة صادمة والشكاية المزعومة حول التعذيب مقبولة.
وبالأخير تساءل المحلل الفرنسي هل صفة الأمير التي يحملها مولاي هشام تسمح له بالمس باستقرار المغرب .
وختم المحلل السياسي الفرنسي في جريدة “نوفيل أوبسيرفاتور” بالقول لم يسلم الكاتب الخاص للملك منير الماجدي من انتقادات الأمير الذي حاول مرات المس بشخصه.
معاريف بريس
عن نوفيل أوبسيرفاتور بتصرف
الترجمة ليست حرفية/أهم ما جاء في التحليل
أبو ميسون
www.maarifpress.com