صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

داعش عنوان جريمة انسانية

برز في الفترة الاخيرة معطى سياسي جديد “خربق” الحسابات السياسية الدولية بالمعنى الصحيح للكلمة بالدارجة المغربية، هذا ” التخربيق” تجلى في الاحداث و المستجدات السياسية في العالم، حيث ان كل يوم بل في كل ساعة تأتينا وكالات الانباء العالمية بخبر يزيد من تعقيد فهمنا لما يجري و يدور في دواليب متخذي القرارات في العالم، و ابرز هذه الاحداث هو مشكل الدولة الاسلامية في العراق و الشام و المسماة تلخيصا بداعش، كما لو ان هذه الاخيرة هي سبب الفتنة في العالم و ان لها امكانيات امريكا و روسيا معا، و هي سبب مشاكل اوكرانيا و سوريا و العراق و الخليج العربي و ايران و اوروبا و امريكا و اسرائيل و فلسطين و الى غيرهم.

المهم هنا ان العالم استفاق على مشكلة و فتنة و نتساءل هل خرجت من العدم؟ومن اين لداعش بلوجستيك و اطر و اسلحة و خبراء ليتمكنوا من رفع راية الحرب في وجه العالم بأسره دون مساعدة و حلفاء و حتى تعدادها ضعيف بالمقارنة مع اصغر جيش في العالم، فهل لداعش الامكانية لمقاومة الاسلحة الفتاكة التي بحوزة دول الخليج العربي و هل تشكل خطرا على اسرائيل المدججة بأسلحة امريكية متطورة؟ وهل تشكل اصلا خطرا على اي دولة تحترم نفسها، لا نتكلم عن العراق لانها دولة تجرب فيها شتى السيناريوهات الامريكية المحتملة التي تطبقها القوة الاولى في العالم لتتمكن من سحل دول البترول من ورائها.

ولكن اذا استعملنا العقل و فكرنا جيدا في الأمر فان امريكا محت و شطبت دون ان تعلم فكرة ان الاسلام مقترن بالارهاب و الدليل على ذلك ان خبر ناحر و قاتل الصحفي الأمريكي هو من اصل بريطاني و بالضبط من ضواحي لندن فمن اين لبريطاني نازي سابق ان يصبح ارهابيا في منظمة اجمع الكل على انها لا تنتمي لأي ديانة او عقيدة، لولا ان بلده اعتنى و ربى في حضنه مجموعة من التكفيريين و المتشددين بل و ذهب المحللين السياسيين الى ان انجلترا العظمى هي من خلقت هذا الفكر الغريب عن الاسلام و دفعت به الى الامام لتستغله في ضرب الحركات التحررية في البلدان العربية كما فعلت في مصر في اوائل القرن الماضي و اغدقت عليهم المال و الحماية منذ ذالك الوقت لاستعمالهم في ضرب الدول العربية و زحزحت كيانهم بعد استقلالهم و تبعتها معضم الدول الاوروبية في نهج نفس السياسة، الى ان جاء الاتحاد السوفياتي و”خربقها” (مرة اخرى هذه الكلمة المغربية التي لا توجد في قاموس و تعبر على ما يجري الان) باحتلاله لافغانستان سنة 1979 ، حيث لم تجد امريكا بدا من التخلص من روسيا دون ان تنجر في حرب لا منتصر و لا منهزم فيها، الا ان تركب على موجة الجهاد في سبيل الله و تحرير ارض الاسلام من يد الكفار السوفيات و تعقد صفقات مع مصر و السعودية لتجهيز و تمويل المجاهدين في سبيل الله، و هكذا ضربت امريكا عصفورين بحجر واحد، عصفت بالاسلام و المسلمين في دهاليز فكر متطرف استمدوه من رواد الجماعات الاسلامية و على راسهم التنظيم الدولي للاخوان المسلمين صنيعة الانجليز كما ورد ت الاشارة اليه سابقا والذي ينتمي اليه حزبنا الحاكم في المغرب “الله يهديهم علينا حتى هوما و يعيقوا خلاص” و ضربت الى الابد المعسكر الشرقي غريمها التقليدي، فبخروج الروس من افغانستان و انهزامهم فيها اندثر الاتحاد السوفياتي و فرقته امريكا الى عدة دول وبقي العالم بقطب واحد “الويلات” المتحدة الامريكية تصول و تجول في العالم كما ارادت رغم محاولات روسيا و الصين و الهند لردعها، الا انها مازالت تتحكم في زمام الاموركيف شاءت.

الكل يستغرب و يضع سؤال حول العنوان ما علاقة المغرب مع داعش؟ بالفعل لا علاقة الا ان مجموعة من الدول ” عاقت” و من بينها المغرب انها لا يمكنها ان تترك الفرصة دون استغلال هذه “الشفنجة” احسن استغلال، فكيف كانت امكانية نشر القوات المسلحة المغربية لعتادها في الصحراء المغربية مع وجود اتفاقية وقف اطلاق النار بين البوليزاريو و المغرب التي ترعاها الامم المتحدة مند سنة 1991 دون ان تدان من طرف المجتمع الدولي و ان تعطي فرصة للاعداء باضعاف موقفنا في قضيتنا الاولى، خصوصا و ان الجيش المغربي ابان وقف الحرب سنحت له الفرص من تطوير جيشه و الاستعداد للحرب القادمة لطي ملف الصحراء المغربية بقوة السلاح لان الدبلوماسية في هذه الامور لا تجدي نفعا، و الذي زاد من قوة الموقف المغربي هو ان تندوف سارت معقلا لتجارة الاسلحة و امداد الارهابيين في مالي و دول الساحل بالمجندين و الاجهزة الحربية طبعا في السوق السوداء حتى اصبح عبد العزيز المراكشي و زوجته قاب قوسين او ادنى من ان تحتفل بهم جريدة الفوربيس ككبار اغنياء هذا العالم، ومن تم بدا يشكل عبئا ثقيلا على الجزائرفي حال اذا انفضح امره، لذلك بدأت هذه الاخيرة في تكوين شباب ليحمل مشعل اللصوص و البديل في ظل الربيع العربي المفبرك و طي صفحة عبد العزيز المراكشي .

 و هذا هو موضوع تحليلنا المقبل بعنوان داعش و الجزائرعبر ليبيا.

www.maarifpress.com

عبد الحميد الناجح

 محلل سياسي

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads