صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

لا بأس في اعلان الانهزام

 

حركة 20 فبراير تشهد على نفسها أنها حركة ديمقراطية ،وأن ما تقوم به من مسيرات يعتبر عملا ديمقراطيا يدخل في خانة حرية الرأي والتعبير ،وطبيعيا أن يكون لها هدا الرأي لأنها مستقلة في مواقفها ،وآرائها ،ومبادئها،ومفاهيمها،انها حقا حركة بكل المقاييس كسرت بعضا من الطابوهات لكن قطارها عمل بمحركات مختلفة منها من هي صدأة مما جعلها حتما تلقى الموت ،ولم يعد لها من الوقت أو التوقيت الا أياما لتصبح مجرد دكرى يحملها الشباب في مخيلتهم ليعودوا أدراجهم من حيث أتوا بحثا عن خطة او خطط لمواجهة الحكومات المقبلة التي ستكون لها حركة 20 فبراير مثل الخلايا النائمة …انها عين الرقيب ،عين قد تجد تعاطفا شعبيا لكن بأسلوب أكثر دقة ،وأكثر منه حضارة لأنه لا مناص من الحوار والتفاوض ،وطبيعيا أن اللافتات ستكون سلاحها على غرار الديمقراطية الغربية .

وان كان البعض قال لابأس في أن تستمر المسيرات السلمية التي تدعو اليها حركة 20 فبراير ،فانه في نفس الوقت يمكن القول لا بأس أن تعلن الحركة كدلك الانهزام لأن الديمقراطية ،والحضارة تقتضيان اعلان منطق الربح ،والخسارة،وفي دلك قوة ومناعة قد تنال حركة 20 فبراير احترام المتعاطفين ،واحترام ممن شعروا بالازعاج من المسيرات السلمية ومنهم التجار الدين تضررت تجارتهم ،وتضررت احيانا سمعتهم ،وشرفهم مثلما جرى لليهودي المغربي ماكس بشارع محمد الخامس بالرباط ،الدي لولا تدخل الاستاد المحامي محمد زيان لتحول الأمر الى عمل عنصري ،وجريمة شنعاء ،وللطف الله توقف الاحتجاج بعد قبول ماكس المعتدى عليه الانتقال الى مفوضية الشرطة في اسطافيت صحبة البوليس.

انها حركة 20 فبراير التي كل جماعة وفرد ارتدى قبعتها للاحتجاج ،وأحيانا الاعتداء على سلامة وممتلكات المواطنين وهي أجواء بطبيعتها عادية في مجتمع ينبض حيوية ويأمل بالحرية،والديمقراطية.   

وبعد الاعلان عن موعد اجراء الاستفتاء على الدستور ،وما أتى به من تعديلات منها على الخصوص تجريد البرلمانيين من الحصانة البرلمانية في حالة ارتكابهم جرما ،ومحاكمة الوزراء في المحاكم العادية مثلهم مثل المواطنين تطبيقا لمبدأ المساواة ،والاعتراف بالرافد الاندلسي ،والعبري ،ودسترة الأمازيغية كلغة رسمية بالمملكة المغربية ،ومنح البرلمان الاختصاص الكامل للتشريع ،ودراسة الاتفاقيات الدولية ،واعتبار المحاسبة والمراقبة أساس الحكم في تدبير الشان العام ،ومنح حق التصويت للأجانب في الانتخابات المحلية ،والرفع من قيمة المهاجرين المغاربة ومنحهم حق التمثيلية والتصويت ،ودسترة مؤسسات كالهيأة العليا للسمعي البصري،والمجلس الوطني لحقوق الانسان ،والمجلس الأعلى للجالية المغربية ،والمجلس الأعلى للشباب ،وما الى غير دلك مما اتى به الدستور المعدل الجديد الدي سيكون يوم فاتح يوليوز موعدا للمغاربة ،وموعدا للمغاربة مع دستورهم الجديد.

ادا هناك مكتسبات عميقة ،وهناك خلافات شكلية صنيعتها حركة 20 فبراير التي أخطأت الموعد …موعد اللقاء مع اللجنة الملكية لتعديل الدستور مما جعلها خارج محطة تاريخية مهمة ،وهو الأمر الدي يدعوها بعد اعلان موعد الاستفتاء على الدستور اعلانها الانهزام لأنه شرط أساسي في الديمقراطية ،وفي كل الديمقراطيات.

 

معاريف بريس

www.maarifpress.com

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads