صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

منتخبون يبحثون عن الرئاسة تحت حافة سكين بمجلس المستشارين

 

 

 

 

لم تنته مباراة التنافس التي عاشها الشعب المغربي خلال الانتخابات الجماعية والجهوية والغرف المهنية ،والتي كانت انتخابات حرة نزيهة وديمقراطية من حيث الشكل ،ومن حيث العمق تصرف فيها الناخبون الكبار بتحالفات منها الايجابية والسلبية لكن في الجوهر أدت الى سقوط بعض رموز الفساد السياسي ،والمستفيدين من الريع .

هاته الانتخابات لن تمكن اطلاقا من تقييم من الحزب أو الأحزاب القوية ،ولن تمكن من تكوين قناعة في المشهد السياسي ،كما لن تمكن من رؤية واضحة لتوقعات من سيحصد الأغلبية في الاستحقاقات التشريعية المزمع اجراءها سنة 2016 .

وبالطبع يبقى للمحللين والمتتبعين رأي في مسار ما سوف يتمخض عن بناء هياكل مجلس المستشارين الذي سينطلق من نقطة الصفر ،بأعضاء جدد لا يتجاوز عددهم 120 عضوا ،والذين سيرشحون رئيس المجلس وأعضاء المكتب ،وبالمثل ستعمل الأحزاب التي فاز فيها مرشحين انتخاب رؤساء فرقهم ،ورؤساء اللجن ،وما غير ذلك من هياكل المجلس حتى ينطلق في أداء مهمته التشريعية وفق ما هو منصوص عليه دستوريا ،وما ينتظر المجلس الجديد من ملائمة قانونه الداخلي مع المتغيرات التي طرأت على المجلس.

وبالطبع بناء المؤسسة التشريعية “مجلس المستشارين” يحتاج الى عقل وطني ،وعقل منظم لأن الرئاسة ليست تشريفا بل تكليفا  ،ومسؤولية جسيمة ذات أدوار قصوى ان على المستوى الأفقي أو العمودي ،وفي هذه الحالة الشخصية السياسية التي قد تفوز بهذا المنصب لا بد أن يكون لها اجماع ليس على مستوى المجلس بل اجماع حتى خارج المجلس من محللين واعلاميين ،وكل من له ارتباط بالشأن السياسي المغربي.

الرئاسة ليست فستان للتجميل ،ولبست مقعدا للتباهي بالقبلية ،والادعاءات بالحمولة الفكرية يسارية كانت أم ليبرالية بل هي مسؤولية وطنية قبل أي شيء ،ومسؤولية ذات طابع خاص جدا لأنها مرتبطة بالتسيير والتشريع والتمثيلية الدولية ،لأن رئاسة البرلمان تتطلب أن يكون الشخص يتوفر على قبعة وطنية ،وخبرة عالية في تدبير الملفات وخاصة ملف الصحراء المغربية التي تعتبر أولوية من الألويات .

ومن هنا، الاقتصار على علاقات حزبية لعناصر من أحزاب أمريكا اللاتينية هي قيمة مضافة لكن ليست قطعا وسيلة لابراز العاطفة ،وابتزاز منتخبي الأمة في تزكية منتخب بحاجة الى تكوين في العلاقات الدولية وكيفية التعاطي مع البرلمان الأوروبي ،وباقي البرلمانات الوطنية ،وفي هذا يبقى الانحياز الحزبي بمظلة القبلية في انتخاب الرئيس مجرد تشويش على المصالح الكبرى للمغرب والمغاربة الذين توصلوا برسائل اطمئنان متعددة من الرئيس المنتهية ولايته الدكتور الشيخ بيد الله ،وهو نفسه الأكثر حظا في ولاية ثانية لرئاسة مجلس المستشارين لاكمال ما بدأه في تدبير ملف الصحراء من خلال ديبلوماسية برلمانية تحتكم الى العقل الوطني التواق لطي هذا الملف المصيري لاستكمال بناء المشروع الوطني الكبير تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وفي هذا،لا يتعلق الأمر باقصاء ،أو اضعاف مردودية وعطاء أي عضو من الأعضاء المنتخبين لمجلس المستشارين ،ولكن لا يجب المزج بين رئاسة مقاطعة وبلدية أو جهة مع رئاسة غرفة بالبرلمان ،في عصر أصبح لا يسمح بتاتا بالخطأ ، وخاصة أخطاء رؤساء البرلمانات الوطنية للدول ذات سيادة .

ولذلك الاجماع  الحاصل على شخصية الدكتور الشيخ بيد الله في الأوساط الاعلامية والحزبية والمحللين والسياسيين من داخل البرلمان أو خارجه لا يمكن أن يكون من تصورات خاطئة بل مبني على فكر وطني ،والتزام لمسيرة البناء التي سطرها الملك المواطن .

 

معاريف بريس

فتح الله الرفاعي

www.maarifpress.com    

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads