كان منتظرا أن يكون خطاب الذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء الذي اختار جلالة الملك محمد السادس أن تكون ذكرى تاريخية حاملة رسالة سلام ،ويقين والتزام لالتزامات المملكة المغربية في شتى مناحي النهوض بالأقاليم الصحراوية وبكل جهاتها في مجالات الرفع من شأن الساكنة التي اختارت أن تكون وفية لانتمائها للهوية المغربية .
وجلالة الملك كان صارما كما عاهد المغاربة ملوكهم ،حيث وضع حقيقة الوضع اللاانساني للمحتجزين بتندون ،ونبههم الى واقعهم المعاش الذي اغتنت به أطراف وكدست الملايير من الأورو المستخلصة من الدعم الخارجي لعرقلة مسيرة التنمية بالأقاليم الصحراوية ،واستهدفت المغرب في ترابه .
اليوم صنع جلالة الملك محمد السادس وهو يخاطب شعبه من طنجة الى لكويرة ومن مدينة العيون بجنوب المغرب تاريخا مجيدا للشعب المغربي الذي عليه التزام مع ملكه في القناعة الراسخة في الدفاع عن وحدته الترابية التي تعتبر قضية حاسمة بالنسبة للمغرب ،وقضية حاسمة لأمن واستقرار دول ساحل الصحراء .
ان جلالته بهذه المعجزة التاريخية ،والثروة الانسانية التي أحدثها يوم سادس نونبر 2015 أنتجت رؤية واضحة لكل الأعداء والخصوم أن المغرب ليس أي دولة يمكن زعزعة استقراره أو النصب عليه في قضاياه الحيوية والاستراتيجية .
وبطبيعة الحال كان الخطاب الملكي السامي صادما للأعداء ،وفي الواقع كان خطابا انسانيا دفع من خلاله جلالته المرأة الصحراوية المحتجزة بتندوف أن تستفيق من التخذير الذي تساهم فيه أطراف متعددة بينها بالأساس الجزائر ،وجبهة البوليزاريو ،ومنظمات دولية تتغذى من مآسي المتحتجزين بتندوف .
معاريف بريس
أبو ميسون
www.maarifpress.com