صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

فساد الحكومات طريق معبدة للانفصال


 

التقدم والتطور الذي حصل باسبانيا وجعلها من الدول الاوروبية التي تحظى بالاحترام، والحب الكبير لمعظم شعوب العالم، حولها اليوم انفصاليين إلى بؤرة للتوثر والنزاعات الداخلية بعد أن استطاعت الخروج من الأزمة الاقتصادية التي عاشتها اوروبا، ومازالت تحصد تداعياتها دولة اليونان.

ما الذي أصاب مسؤولي الحكومة الجهوية ببرشلونة، هل هو الثراء الفاحش للحزب الحاكم، أم أن الانقسام أصبح ضرورة ملحة من اجل التسلح، وخلق الفوضى بدول الاتحاد الأوروبي التي عليها أن تدين بكل شكل هذا الانقسام الذي يتجه البرلمان الكطالاني الإعلان عنه، وهو ما قد يزيد من نشر ثقافة الحقد والكراهية بين المجتمع الاسباني وباقي المجتمعات.

الشتات هذا ما تتطلع اليه الاقلية بكطالونيا، والتي لا تمثل الشعب الاسباني ككل، لأن برشلونة ليست مجرد بضاعة بل هي مدينة لكل الاسبانيين، وشهدائها في الحرب العالمية الأولى والثانية، وأي انقسام مهما بلغت درجت تفاوت الحوار حوله لا يمكن لأي مؤسسة وطنية اسبانية أن تتحكم فيه من دون احترام الدستور الاسباني الذي صوت عليه الشعب، ومن دون أخذ رأي الشعب الاسباني في استفتاء وطني يجيب من خلاله الاسبان عن قبوله او رفضه، مادام أن الحوار وصل الى الطريق المسدود، وعدم احترام استقرار، واستمرارية الدولة الاسبانية التي لن يبقى لها سوى تدخل الجيش الاسباني لتسيير المؤسسات الوطنية ببرشلونة، وحل المجالس الترابية المنتخبة، والبرلمان الجهوي في انتظار إيجاد حل يعيد التربية الوطنية الاسبانية إلى جادة صوابه، والا كيف نفسر دعاة انفصال اقليه في مجتمع اسباني حضاري يعمل على زرع البلبلة واللاستقرار لمجرد نزوات سياسية لتقسيم الأرض والبحر، وتحويل جغرافيا وطن إلى جغرافية لم تتمكن الحرب العالمية الأولى والثانية من تقسيمها، وإلا ان الاختيار جعلها ارض حمراء لترك ذاكرة للأجيال الانفصالية الصاعدة.

إنها اسبانيا التي نعشقها..إنها اسبانيا التي لاتحتاج إلى هذه الفتنة التي حلت بها في عصر أصبحت فيه تكتلات تبحث عن رخاء شعوبها، ومحاربة الإرهاب، والتطرف.

من له مصلحة في تقزيم وتشويه صورة اسبانيا…البطلة في كرة القدم ، وهو الانقسام قد يأتي على الأخضر واليابس، ويعيد اسبانيا إلى مليون سنة من قبل.

كما أن ما يحدث باسبانيا، قد يكون سببه الفساد الإداري والرشوة، وهي الاتهامات التي انطلقت بين الحكومة المركزية (مدريد) والحكومة الجهوية (الكطالانية)، مما يستدعي الحيطة والحذر من الحكومات الفاسدة، والمؤسسات الترابية المنتخبة الفاسدة وإلا أن صورة الاتهامات والانقسامات التي أطلت سنة 2017 باسبانيا، وايطاليا، وألمانيا، هي إشارة أن الشعوب لم تعد تقبل الصمت ازاء فساد الحكومات، والتوافقات.

 

معاريف بريس

أبو ميسون

Maarifpress.com

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads