صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

إلا في مساجد الله …

كثيرا ما ، كنت أسمع  حكايات طريفة عن أشخاص تعرضوا للسرقة ” في بيوت الله ، ولم أكن لحظتها ، أتصور أنه سيأتي يوما ، و أكون أنا موضوع ” السرقة ” في أحد الأحياء الهامشية بمدينة الدار البيضاء  .
وحين علم القيمون على المسجد ، موضوع ” السرقة ” الذي تعرضت له ، سردوا على مسامعي ، عدة قصص عن أشخاص تعرضوا لسرقة ” أحذيتهم ” بذات المسجد و هو أمر اعتاد عليه المصلون بالمنطقة ، ولم يعد تثير اهتمامهم و تذمرهم بتكرر مشاهد السرقة في كل مرة و في أوقات متقاربة .
و هو أمر حقيقة ، أثار حفيظتي ، بالنظر إلى تكرر مشاهد السرقة في مساجد الله ، لدرجة أنني لم أعد أتذكر ، الصحيفة التي أوردت خبر سرقة كل المتعلقات بأحد مساجد المملكة ، من زرابي و مصابيح و كل شيء خف أو ثقل وزنه ، وله سعر في السوق السوداء .     
فالسرقة التي يتعرض لها المصلون أو التي تقترف في بيوت الله ، من طرف أشخاص منعدمي الضمير و بلا أخلاق أو شئتنا التدقيق ، بلداء الحس ، لأنه لو كان لهم إحساس كبني البشر ، لما قاموا بفعلتهم البشعة و التي تنم عن خواء روحي و فكري فضيع .
لنفرض جدلا ، أن أحد الأجانب ممن يعتنقون الدين الإسلامي ، قد تعرض للسرقة أو أحد المقبلين على إعتناق الدين الإسلامي كديانة ، قبل نطق الشهادتين ، كيف ستكون ردة فعله ، إن سرقت منه أمواله أو حاجياته أو حذائه ، أكيد أنه سيزداد حيرة و تحيط به الأسئلة ، من كل جانب :
هل هؤلاء مسلمون حقا ؟ا وهل الإسلام الذي يدعو إلى عدم السرقة ، الرشوة ، الزنا ، الربا و غيرها من السلوكات التي تنم عن غياب الوازع الأخلاقي و المعيار الديني ، سيدافع عنه مثل هؤلاء ؟ا ماذا تنتظر من شخص يسرق بيوت الله ؟ا
الأكيد هو أن ” أمة إقرأ “، قد فشلت في تربية أبناءها ، و أن التنشئة الاجتماعية ، التي تسلكها في تربية الناشئة ، عجزت عن تقويم اعوجاج الشخصية ، فكان طبيعيا ، أن نجد تناقضا بين المنزل و الشارع و المدرسة و الوسائط الجديدة ، فكان الخلل.
الخلل في كل شيء ، بين الممارسة و الفكر ، بين الشعارات و التطبيق و بين القول والفعل و هلم جرا .
خطيب الجمعة ، يردد على مسامع المصلين ، الكثير من العبر و النصائح و الفتاوى ، عن الإسلام كدين و عقيدة و عن القرآن و الرسل و الصحابة وو ، و شوارعنا حبلى بالمتناقضات .
 قد نفهم ، أن يقوم أحدهم ، بالسرقة في الشوارع أو في أي مكان ، أو يقوم بأي كبيرة من الكبائر ، تحت مبرر ” فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها “، و ” انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين”  ، لكن ” إلا في مساجد الله “، فإننا لا نقبل السرقة ، تحت أي مبرر أو ذريعة ، سواء أكانت الفقر أم الجوع أم قلة الحيلة.
لأن للمساجد حرمتها ، وحين تنتهك المساجد ، فانتظر الساعة و انتشار أخبار ” استخراج جثة إمرأة من المقبرة ” و ” إبن يقتل أمه من الوريد إلى الوريد ” و ” أستاذ يمارس العادة السرية أمام التلاميذ في القسم ” وغيرها من الفضائح التي تملأ شاشة الحاسوب و بالأخص المواقع الاجتماعية ك” اليوتوب ” و ” الفايس بوك ” ، المواقع الأكثر زيارة لدى شباب اليوم .
الحل هو تربية سليمة و عقلانية .

 

علي مسعاد

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads