صحيفة إلكترونية استقصائية ساخرة
after header mobile

after header mobile

السلفية تعلن الحرب على الاسلام السني والبداية بهدم الأضرحة

تحوي مدينة تمبكتو على 333 ضريحا من بينها 16 تم تصنيفها من طرف اليونسكو كمواقع للتراث العالمي، من بينها ضريح الفقيه سيدي محمد بن عمار الذي يحظى بمكانة رفيعة لدى سكان تمبكتو.

قام العشرات من عناصر جماعة أنصار الدين بتدمير مدفن دجينغاريبر، حيث توجد أضرحة ثلاثة على الأقل، فقد حاصروا المدفن لدى وصولهم، ويحملون «أدوات»، مثل الأزاميل والمجارف لتدمير الأضرحة، بعدما دمروا، أضرحة سيدي محمود وسيدي مختار وألفا مويا، وقالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية، إن التدمير المستمر لأضرحة من إسلاميين يسيطرون على مدينة تمبكتو يشكل «جريمة حرب على امتداد التاريخ الإسلامي ظل الصراع قائماً بين الصوفية والسلفية الإسلامية.

وظل الصراع قائماً في كل قرية ومدينة إسلامية. فوصل إلى الأندلس وتحارب هناك الفريقين فانتصرت الصوفية التي تحالفت هناك مع الإسبان واليهود. وقد دعا شيخ الإسلام إلى هدم الأضرحة والمقامات الصوفية. وبالفعل فقد قامت الحركة الوهابية بهدم كثير من الأضرحة التي كانت في مكة والمدينة. وانتزع الحجر الأسود من مكانه ومنع التمسح بضريح الرسول عليه السلام.

وفي أواخر القرن الماضي قامت حركة طالبان السلفية بتدمير جزء كبير من تمثال بوذا. وفي حزيران 2012 قامت الجماعة السلفية في مالي بتدمير ضريح صوفي في تنبكتو. الأضرحة الصوفية ماهي إلا قبور لمشايخ مشاهير، اهتم الناس بها وبنوا فوقها قباب أو مساجد. ثم تحولت إلى مزارات. وتذبح عندها الأضاحي كنذور.

ويعلل الصوفية هذه العادات فيقولون بأن الذبائح هي لله وليست لأصحاب القبور. فيسألهم المسلم السلفي ولماذا لم تقدمونها لله في مكان آخر؟.

لقد ساهمت الصوفية في إيصال الإسلام الصوفي إلى بلدان كثيرة. فثمة بلدان لم يصلها الإسلام السني طوال العهود الماضية. لكن تطور العصر جعل المسلمين في العالم كله يتعرفون على المدارس الإسلامية كلها. وقد كانت جمهورية مالي على الدوام تتبع الصوفية الإسلامية. فقام أبناءها بتعظيم المشايخ الذين حملوا الإسلام الصوفي إلى بلدهم. ومع مرور الزمن خلّف أبناء مالي تراثاً مكتوباً ضخماً. ففي تنبكتوا ملايين من الصفحات المخطوطة باليد. وباللغة العربية. والتي تحوي مقالات وتراث صوفي. لقد أصبحت الأضرحة والمخطوطات نوعاً من الآثار القديمة. ويجب النظر إليها من هذا الجانب. ومن الخطأ تدمير الأضرحة وحرق المخطوطات.

تريد السلفية من هذه الأعمال أن تمنع الناس من ممارسة طقوس زيارة المقامات والأضرحة الصوفية. وهي تقتدي بما فعله رسول الله حينما أمر بتحطيم الأصنام. لقد قام رسول الله بأفضل عمل إجرائي إذ أمر بتحطيم الأصنام آنذاك. إذ كان الإسلام ثورة جديدة عارمة، وكان عليه أن يمحو الديانات الصنمية في وقت قصير. وينشر ديانة الإسلام وعبادة الله الواحد.

في ذلك العصر لم تكن العلوم قد نشأت. أما في عصرنا فقد اتضحت معالم علوم كثيرة مهمة، تتعلق بالآثار والتراث والموروث والتاريخ والتنقيب الأثري والتحليل. إضافة إلى الإعلام وأهميته ودوره في نشر الفكر الديني. ففي عصرنا يمكن للسلفيين أن يمنعوا الناس من تقديس الأضرحة الصوفية بطرق معاصرة منها التعليم والتثقيف والإعلام. ومنها التنقيب الأثري نفسه.

ففي عصرنا أصبحت هذه الأضرحة معلماً أثرياً تاريخياً، وملكاً للعالم  وللشعوب كلها. ففي مصر لاتزال الأصنام والمسلات والأهرامات قائمة، ورغم هذا فلم يعد المصريون يقدسونها ولا يعبدون الملوك الفراعنة.

وفي شرق المتوسط وأوروبا لاتزال توجد الكثير من الأصنام التي تمثل آله كثيرة عبدتها الشعوب السابقة. بعل، ومينرفا وديانا وزيوس وغيرهم الكثير. فقد تطورت هذه الشعوب وصارت تعتبرها جزءاً من الممتلكات الأثرية التاريخية.  

خاص : محمد نمر المدني – كاتب وصحفي سوري

معاريف بريس

www.maarifpress.com

تعليقات الزوار
Loading...
footer ads

footer ads